تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الكرة في الملعب الغربي

حدث وتعليق
الأربعاء 25-3-2015
ناصر منذر

من المقرر أن تستأنف اليوم جولة جديدة وحاسمة من المفاوضات بين إيران والدول الست بشأن الملف النووي، على أمل التوصل لاتفاق سياسي قبل نهاية الشهر الجاري،

لتشكل بذلك محطة قد تكون الأخيرة، لاختبار النيات الأميركية والغربية في التوصل لاتفاق، أو وضع عراقيل جديدة من شأنها نعي المسار التفاوضي، والعودة لمرحلة التجاذبات والعقوبات والتصعيد من جديد.‏

التسريبات الإعلامية تفيد بأن الاتفاق قد أنجز، وتصريحات المسؤولين الإيرانيين والغربيين تتحدث عن تقدم كبير، وأن الاتفاق بات في متناول اليد، شرط توافر الإرادة السياسية، ما يعني أن الكرة الآن في الملعب الأميركي والغربي، لأن إيران أثبتت على الدوام جديتها في التوصل لاتفاق يضمن حقوقها النووية السلمية، فيما الطرف الآخر ما زال ينتهج سياسة الضغط والابتزاز.‏

على مدى عشر سنوات، كان التعنت الأميركي الغربي يطغى بقوة على جولات التفاوض السابقة، مصحوبا بنبرات التهديد والوعيد، ومترافقا مع تلال من العقوبات الجائرة بحق الشعب الإيراني، في محاولة عبثية لمنعه من امتلاك ناصية العلم والتكنولوجيا، لكن ذلك لم يزحزح إيران قيد أنملة عن التمسك بحقوقها المشروعة، والقوى الكبرى أيقنت اليوم أن العقوبات والتهديدات لا تأثير لها في التعاطي مع إيران.‏

كذلك فإن حالات المد والجزر التي شابت تلك المفاوضات، لم تقتصر على أطراف التفاوض، وإنما امتدت لتشمل أنظمة وحكومات حاقدة، على غرار نظام آل سعود، والكيان الصهيوني، لا تريد للاتفاق لأن يبصر النور، فعملت على ضربه وإجهاضه عدة مرات، حيث ترى إسرائيل أن إنهاء التوتر مع إيران من شأنه أن يعيد القضية الفلسطينية إلى أذهان العالم، ويضعها في واجهة الأحداث، وهذا لا يروق لآل سعود المجندين لتصفية الوجود الفلسطيني، بحكم الروابط التاريخية التي تجمعهم مع بني صهيون.‏

إذا كانت الدول الغربية جادة فعلاً بالتوصل إلى اتفاق نهائي، فعليها ملاقاة إيران في منتصف الطريق، لأن الأميركيين والأوروبيين سيربحون في الاتفاق المحتمل، باختيارهم طريق الحوار، بدل أسلوب التهديد والوعيد، بعد أن تيقنوا عقمه، واستحالة تطبيقه، وفي حال إنجازه فمن المؤكد أن الكيان الصهيوني، والنظام السعودي، سيكونان وحدهما أكبر الخاسرين، لأن أسلوب الحوار والمنطق، قد تغلب على منهج الإرهاب والتطرف.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية