تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ســخّروا جهدهـم ووقتهـم .. لمنفعــة أقرانهــم

شباب
الخميس 4-2-2010م
غصون سليمان

كثيراً ما تستوقفنا مبادرات نتأملها ونقف عندها وخاصة تلك التي يقوم بها الشباب الواعد وهي المشاركة والمساهمة في العديد من الأنشطة المختلفة، بعضها يأخذ طابع التطوع

والتبرع والدعم المادي والعيني بأساليب وصور مختلفة في إطار الحملات العامة، إلا أن الأهم في هذه السطور هو نظرة التقدير والإعجاب حين يتبرع عدد من الشباب بجهده ووقته وذهنه ويكرسها لخدمة أقاربه وأهل حارته وهكذا بالتدريج لتطول خدماتهم كامل المحيط السكاني الذي يعيش في إطاره كل من الشباب أصحاب النخوة والنظر البعيد الحالم بالمستقبل «أسامة، أنس، محمد، خليل، عمار» هؤلاء تفوقوا بالثانوية العامة بفروعها المختلفة، بعضهم أكمل دراسته وحصل على وظيفة وآخرون قيد البحث عن فرص عمل وفق اختصاصهم بالمعهد والجامعة التي درسوا فيها، أولئك آثروا جميعاً أن يجعلوا من وقت فراغهم ساعات مليئة لخدمة المجتمع حيث جهدوا إلى تنسيق أيام وساعات خاصة أسبوعياً لتعليم الطلبة ممن يعانون من تقصير في إحدى المواد الدرسية، وخاصة أن الغالبية ينتمون إلى أسر فقيرة لا يكفي دخلها العام للنظر بإمكانية تأمين دروس خصوصية.‏

ولكي تصبح المساعدة ذات جدوى وفائدة على جميع المستويات وضع الشباب جدولاً منظماً لهذه الشريحة بدؤوها من الأقرب أي أبناء الأقرباء، فالجيران، والأصدقاء إلى أن اتسعت الدائرة لتشمل تقريباً معظم أبناء القرية، والدروس المعطاة هنا هي غالباً جميع المواد المقررة، في مقدمتها الرياضيات، العلوم، الفيزياء والكيمياء، واللغات العربية والأجنبية.‏

مكاناً مناسباً‏

وقد اختار الشباب لهذه المهمة مكاناً محايداً من خلال تفريغ منزل خاص بأحدهم وهو حديث البناء حيث يأتي إليه الطلبة كلما دعت الضرورة والحاجة حسب آليات البرنامج الذي ينظم إيقاع جلسات الدراسة.‏

هذه الحالة مستمرة منذ خمس سنوات وقد أثمرت جهود هؤلاء التعليمية بأن جميع من أشرف على تقديم المعرفة والايضاحات اللازمة انعكست إيجاباً في حصاد الجهد نهاية الأعوام السابقة إذ نال غالبية الطلبة الشهادة في المرحلتين الأساسية والثانوية العامة، واختار كل ناجح وقت ذاك الفرع المناسب لرغبته حسب جهده واجتهاده.‏

واللافت أن هؤلاء لغاية اليوم يقومون بواجبهم تجاه أبناء حارتهم وقريتهم وقد انضم إليهم من نال حصة الدعم من جهود هؤلاء دون أي مقابل سوى الوعد والالتزام بالمثابرة والاجتهاد من ناحية الطلبة الدارسين، مع توفير الأجواء المناسبة من قبل الأسر والأهالي لأبنائها.‏

باختصار إنها مبادرة جديرة بالتقدير والثناء والاحترام ونوع راق آخر من أنواع العمل التطوعي الهادف إلى بناء الإنسان نحو مسار العلم والمعرفة، فربما كثير من الطلبة يعيش حالة فراغ حين تواجهه مسألة يصعب حلها ولا يوجد أحد في المنزل من أفراد الأسرة، أب، أم، أخ، أخت، لديه القدرة على تسهيل معالجة وحل بعض الرموز والمسائل على صعيد المواد العلمية أو على صعيد القواعد والنحو وغيره، ما يجعل جهود هؤلاء غاية في الأهمية والإيجابية وعمل الخير وتغليب المصلحة العامة على مصلحة الراحة والاستمتاع بالوقت.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية