تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تراجع في مؤشرات البيئـــة بطرطوس.. والملوثــــات تطـول التربـــة والمــــــاء والهـــــــــواء..

الخميس 4-2-2010م
ربا أحمد

لا تزال مديرية البيئة بطرطوس في مرحلة التأسيس لتجهيز مخبر متطور قادر على إجراء القياسات اللازمة وخاصة ما يتعلق منها بالمؤشرات التي تمكن من قياس تركيز ملوثات الهواء وتحديد نوعية المياه،

وبالرغم من ذلك فقد تم بالتنسيق والتعاون مع جميع الجهات ذات العلاقة بجمع البيانات المتوفرة لديهم والاستفادة منها وتحليلها ما أمكن..‏

أما بيانات مديرية بيئة طرطوس لعام 2009 فهي تشير إلى نقاط جداً هامة وخطيرة لايجب أن تبقى حبراً على ورق ولاسيما بقراءة أسطر التقرير التي لا تخرج إلا بنتيجة مفادها بأن مؤشرات البيئة بالمحافظة تنحدر بطريقة هائلة، حاملة نتائجها الكارثية على البشر والشجر والمياه والتربة والمراعي والهواء.‏

مجموعة من المؤشرات وضعتها مديرية بيئة طرطوس بتحليل الوضع الراهن لبيئة طرطوس، تبيّن مدى حجم الملوثات، حيث تشير البيانات إلى ارتفاع نسبة العصيات القولونية بشكل مستمر خلال الفترة 2005- 2008 بشكل ملحوظ نتيجة التلوث بمياه الصرف الصحي وارتفاع تركز النترات عن الحد المسموح به حيث تشير القياسات إلى زيادة النسبة خلال عامي 2007-2008 عما هو في عامي 2006-2005 وتأتي كنتيجة للاستخدام الجائر للأسمدة الآزوتية أو كنتيجة للتلوث الناجم عن الصرف الصحي.‏

وتشير نتائج حملات المراقبة إلى تلوث المياه السطحية والجوفية بمياه الصرف الصناعي والمنزلي في عدد من المناطق، وتعتبر مياه الصرف الصحي المنزلي السبب الرئيسي للتلوث في القرى والأرياف.‏

تعتبر زيادة الملوحة في المياه الجوفية بسبب تسرب مياه البحر المالحة إلى المياه الجوفية في المناطق الساحلية أحد مظاهر التلوث، ويعزى جزء من هذه المشكلات الى:‏

- استنزاف موارد المياه الجوفية.‏

- انخفاض مساحة الأراضي القابلة للزراعة بسبب زيادة الكثافة السكانية وارتفاع نسبة البطالة.‏

- زيادة مساحة الأراضي المبنية بسبب الزيادة السكانية.‏

- انخفاض مساحة كل من المستنقعات- البحيرات- المروج- المراعي ويرجح أن يكون السبب التغيرات المناخية وزيادة السكان.‏

- انخفاض مساحة الأراضي الصخرية والرملية، بسبب زيادة المساحة المبنية والتنظيم العمراني.‏

- انخفاض معدل تدهور الأراضي الزراعية بسبب تغير أنماط استثمار الأراضي، نظراً لدخول التكنولوجيا المتطورة.‏

- زيادة مساحة الأراضي القابلة للزراعة المروية، وبالتالي انخفاض مساحة الزراعة البعلية، بعد اهتمام الدولة بذلك.‏

- انخفاض معدل التوسع العمراني- السكن العشواني بسبب التنظيم العمراني وتطبيق القانون.‏

- زيادة عدد المحاجر والمقالع بسبب زيادة المشاريع والطلب.‏

- انخفاض كمية الثروة السمكية خلال عام 2006 بسبب التلوث النفطي الناجم عن حرب تموز والصيد الجائر، ويقابل ذلك ارتفاع ملحوظ بالأعوام التالية.‏

حسن مرجان مدير بيئة طرطوس وصف حالة البيئة بطرطوس بأنها مقبولة، كون المشكلة تنحصر بأربعة مصانع (المحطة الحرارية- اسمنت طرطوس- المرفأ- مصب النفط. والصرف الصحي بجبال المحافظة).‏

مشيرا إلى أن كل جهة توافي المديرية بكافة التفاصيل المتعلقة بتحسين الواقع البيئي الخاص بالمنشأة.‏

ملوثات طرطوس‏

من ناحية ثانية قامت مديرية البيئة بطرطوس من خلال تحليل الوضع البيئي الراهن للمحافظة بتحديد مصادر التلوث بدقة، لافتة إلى الإجراءات المفترض اتخاذها من الجهات المسؤولة ومشيرة إلى الإجراءات التي اتخذت كخطوة نحو الحل أيضاً..‏

حيث أشار التقرير إلى مشكلة مركز توزيع المواد البترولية ببانياس نتيجة الأقماع القديمة ومياه الدريناج التي تحتوي المواد البترولية والتي تتجه إلى مجرى النهر الذي يصب بالبحر مباشرة.‏

لافتاً التقرير إلى مركز مكافحة التلوث النفطي في بانياس والذي أنشئ مع مركز مالطا لمكافحة التلوث النفطي في البحر المتوسط.‏

مصفاة بانياس تقوم بتكرير 6 ملايين طن من النفط الخام سنوياً حيث تصدر ملوثات غازية نتيجة استخدام الفيول اضافة للمنصرفات الصناعية نتيجة عمليات تكرير النفط في محطة القوى.‏

بالمقابل لفتت مديرية البيئة إلى إضافة محسنات الاحتراق وإعادة الحوض البيولوجي لمعالجة المنصرفات الصناعية التي تصب بالبحر مباشرة، إلى جانب مجموعة من الإجراءات التي ستنفذها وزارة النفط للحد من التلوث.‏

مصب النفط في طرطوس مشكلته في الدريناج التي تصب في نهر الحصين ومنها إلى البحر مباشرة المتسربة من خزانات النفط في موقع البلاطة الغربية ولفت التقرير إلى أن محطة معالجة ميكانيكية تعمل على قشط المواد النفطية الطافية ولكنها غير كافية.‏

من ناحية أخرى تبين أن وزارة النفط أبرمت عقداً لتنفيذ مشروع معالجة الرواسب الناتجة عن عمليات الدريناج في الحفر الاسمنتية والترابية وعقداً لتنفيذ مشروع دراسة وتنفيذ استلام المياه والمخلفات النفطية الناتجة عن عمل محركات ومعدات السفن بهدف حماية البيئة البحرية وتجري حاليا دراسة محطة معالجة كيميائية.‏

مرفأ تصدير الفوسفات الذي يعمل بطاقة انتاجية حوالي 700 ألف طن ويحضر لخطة إنتاج وتصدير 10 ملايين طن ضمن مشروع استراتيجي كبير يجري الإعداد له حالياً، حيث يشير التقرير إلى أنه مصدر تلوث كبير لمنطقة المرفأ والأحياء السكنية المجاورة لافتا إلى عدة إجراءات اتخذت كتركيب برج تلسكوبي لتجنب تعبئة السفن بالسقوط الحر، وتركيب مرشات مائية رذاذية وإصلاح النوافذ المتكسرة، وتركيب بوابة مطاطية لمدخل ساحة التفريغ بانتظار مشروع غسيل الفوسفات بطاقة 1.2 مليون طن.‏

محطة توليد بانياس الحرارية المصدر الأساسي للانبعاثات الغازية في محافظة طرطوس كونها تعمل على الفيول وبالرغم من إعادة تأهيل المجموعتين الأولى والثانية لتعملا على الغاز إلا أن الغاز لم يصل للمحطة بعد، بينما يتم حالياً تنفيذ عنفتين غازيتين.‏

- معمل اسمنت طرطوس مصدر رئيسي لسقوط الغبار على القرى المجاورة ضمن دائرة قطرها 9 كم بالاضافة للتلوث الناتج عن خزانات الفيول.‏

وبالرغم من تركيب المرسبات الكهربائية والفلاتر القماشية والتي انخفض بنتيجتها تساقط الغبار من ألفين ملغ/م3 هواء إلى /800-600/ ملغ، حسب القياسات، إلا أنه توجد مشكلة خروج المرسبات الكهربائية عن العمل عند ارتفاع أول أكسيد الكربون نتيجة حرق الأحجار الكلسية التي تعتبر المادة الأولية الرئيسية لصناعة الإسمنت.‏

- مجابل الاسفلت جميعها مخالفة لشروط العمل، نتيجة عدم تشغيل الفلاتر وعليه تم اغلاق مجبلين وإحالة ثلاثة للتحقيق.‏

- الصرف الصحي: يوجد بمحافظة طرطوس أكثر من 350 مصب صرف صحي يصب بالبحر والأنهار والسواقي أو بالسدود ولكن اتخذت مجموعة من الاجراءات بتنفيذ 90٪ من خطوط المجمعات وبدأت المباشرة بـ (3) محطات معالجة، علماً أن طرطوس بحاجة إلى /49/ محطة.‏

- معاصر الزيتون.. اعتبرت مديرية بيئة طرطوس مياه الجفت المشكلة الأبرز والتي تقدر كميتها في القطر بحوالي /800/ ألف م3 سنوياً فأغلب هذه المياه يتم رميها بشكل عشوائي على الأراضي وفي الوديان وشبكات الصرف الصحي والأنهار.‏

- النفايات الصلبة.. النفايات المتولدة عن المحافظة حالياً تقدر - وفق التقرير- بـ/500/ طن يومياً ويقدر عدد المكبات المستخدمة بـ /100/ مكب، ويشير التقرير إلى أن المكبات غير مسيطر عليها ولا تحقق الشروط الفنية ولا الصحية كما تؤثر على مصادر المياه السطحية والجوفية وعلى المنظر العام وتنشر الروائح وتتكاثر الحشرات الضارة مع ضرورة الاشارة بأنه لا توجد منظومة خاصة لمعالجة النفايات الخطرة والنفايات الطبية حيث تجمع غالباً مع النفايات البلدية وترمى في المكبات العشوائية.‏

- مكب القمامة وينفذ كمركز متكامل لمعالجة النفايات المنزلية على مستوى المحافظة مع تنفيذ مطمر صحي في وادي الهدة بهدف الحد من تلوث الهواء والماء والتربة.‏

المهندس مرجان أكد أن أولويات البيئة بطرطوس هي ثلاث، أولاً معالجة الانبعاثات الغازية من المحطة الحرارية وثانياً معالجة الصرف الصحي، وثالثاً التخلص من النفايات الصلبة.‏

التحديات‏

أمام صعوبات الوضع الراهن للبيئة بطرطوس من ملوثات هوائية كمصفاة بانياس ومحطة التوليد فيها ومعمل إسمنت ومرفأ الفوسفات بطرطوس ومن ملوثات مائية كمياه الجفت والصرف الصحي والملوثات النفطية إلى جانب ملوثات التربة من نفايات صلبة ومكبات القمامة.. فإن العمل يحتاج لخطوات جبارة وعمل دقيق وكادر متخصص ودعم غير محدود ولكن الواقع البيئي الذي يغوص بأسباب تدهوره لا يلقى ما يسد الرمق أقل من الواقع الراهن بكثير.‏

تحديات يومية‏

فالتحديات التي أشارت إليها مديرية بيئة طرطوس في تقريرها عن الوضع الراهن تضمنت نقصاً محدوداً في بعض الكوادر المتخصصة وعدم صدور الملاك العددي للمديرية وضعف الموازنة الجارية، وبالإضافة لنقص بعض التجهيزات المخبرية/ الحقلية- الثابت/ ونقص الألبسة المخصصة للعمال أثناء التعامل مع المواد الخطرة والكيميائية إلى جانب عدم توفر الأجهزة الميدانية اللازمة للكشف عن المواد الخطرة ووسائل النقل.‏

تحديات المياه..‏

أما أبرز تحديات الوضع البيئي فتركزت بعدم وجود محطات معالجة (مياه الجفت) الناتجة عن عمل معاصر الزيتون وخروج بعض مصادر مياه الشرب بشكل محدود عن الاستثمار وخلال موسم العمل /3/ أشهر وحصراً أثناء المواسم الخيرة وسوء استخدام المزارعين للأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية ما أدى إلى خروج بعض مصادر الشرب بشكل محدود أيضاً.‏

مرجان أشار إلى براءة الاختراع الألمانية التي سيتم تجريبها في النصف الأول من الشهر الثاني بانتظار الخبير الألماني الذي سيقوم على تدريب كوادر المديرية إن نجحت التجربة ومن ثم تجبر معاصر الطرد المركزي على استخدامها.‏

تعليقات الزوار

د. أسامة العاني - مجموعة الطاقة المتجددة والبيئة |  uaelani@ksu.edu.sa | 04/02/2010 12:20

أتقدم بالشكر إلى كاتبة المقال وهو لايدل إلا على وعيها العلمي وحسها الوطني . من وجهة نظري إن قياس المعاملات البيئية تحتاج إلى وسائل ومختبرات متطورة ونمذجة علمية وبرامج محاكاة رياضية وفيزيائية وإن حل المشكلة يحتاج حالياً إلى خبراء أجانب مختصين في البيئة البحرية واليابسة لمدة سنتين على الأقل لتكوين كادر علمي محلي قادر على استيعاب المشاكل القادمة وإلا ستتفاقم مشاكل البيئة أكثر فأكثر لاسمح الله.................... مجموعة الطاقة المتجددة والبيئة - قسم الفيزياء والفلك جامعة الملك سعود - الرياض - المملكة العربية السعودية

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية