ثم ما لبث أن جلس إلى جانبي، ثم قال:
- مئة بالمئة طريقك على طريقي..؟!
- مليون بالمئة لا.. والأصح أن تقول طريقي صار على طريقك، لا بأس سأعدل المسار..!
وما إن انطلقنا حتى بادرني بسؤال استنكاري فيه شتيمة.. قائلاً:
- هل سمعت ماذا فعل بنا أولاد (الشو اسمهم) يا أستاذ..؟!
- وماذا فعل أولاد (الشو اسمهم) بكم ومن هم هؤلاء (الشو اسمهم).. لو سمحت؟!
- كأنك لست في البلد.. ولا تتابع الأخبار..!
- رغم أني أعمل في صحيفة وأتابع أدق التفاصيل.. ومع ذلك نورني إذا سمحت..!
- يا أستاذ رفعوا أسعار المتة.. العلبة بـ /700/ ليرة..؟!
- هل تقصد تجار المتة..؟!
- ما شاء الله عليك.. هي طلعت بتعرف وساكت..؟!
- غريب..؟!
- شو الغريب..؟!
- من كل السلع التي ارتفعت أسعارها لم يشغل بالك سوى المتة.. فهل تحيا فقط بالمتة.. قاطعها يا أخي.. هناك مليون مشروب يمكن أن يعوضك عنها..؟!
- لا أستطيع يا جار..!
- وما السر في ذلك.. هل هو إدمان..؟!
- المتة تنسيني همومي.. لا أروع من المتة عندما يكون لديك هموم.. قرقع عليها تنجلي..!
قلت: قرقعْ عليها إذا سمحت وبيعني السيارة.. ها قد وصلت لمكان شغلك..؟!
- ممكن سؤال يا جار..؟؟!
- تفضلْ..!
- هل أستطيع شرب المتة عندك بالدوام.. لأني مقطوع وخرمان..؟!
- للأسف لا.. فقد قاطعتها منذ اليوم إكراماً لحضرتك..!