تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


احتمالات التصعيد تطل برأسها من جحر أردوغان

دراسات
الأربعاء 18-12-2019
فؤاد الوادي

تخفي برودة المشهد الكثير من السخونة المتوقعة في أي لحظة،

لاسيما أن الحذر الشديد هو الذي بات يطبع سلوك أطراف الإرهاب التي بدت خطواتها خجولة جداً لاسيما في الجانب السياسي على اعتبار أنها أضحت تحاكي من جهة سير عجلة التفاهمات البطيئة التي يعرقلها ويدفعها ويقودها التركي متعمداً وبأطراف شبه مشلولة، وتواكب من جهة أخرى حراك الميدان الجريء الذي يملك الجيش العربي السوري زمامه بشكل مطلق، وهو الذي يسابق الزمن لإحداث اختراقات وتحولات جديدة تعيد ضبط وكبح ولجم الاندفاعات والسلوكيات العدوانية لأطراف الإرهاب بما يُسهل ويَدعم خطوات واستراتيجيات الدولة السورية على مختلف الجبهات السياسية والميدانية.‏

وهذا الأمر بدا واضحاً جداً خلال الأيام القليلة الماضية حيث أظهرت التطورات الميدانية الأخيرة أن دمشق ماضية بتنفيذ وعودها وقراراتها على الأرض بغض النظر عن تلك التفاهمات والتعهدات الدولية التي تسير ببطء شديد جدا يُخفي خلفه مزيدا من النيات الاستعمارية والاحتلالية لأطراف الإرهاب، لاسيما الولايات المتحدة والنظام التركي، اللذان لا يزلان يُظهران على الأرض سلوكا عدائياً وعدوانياً من خلال تصعيد ممنهج قد يتطور ويتحول في أي لحظة الى مواجهة حتمية.‏

فقد أكدت خريطة الإنجازات الميدانية للجيش العربي السوري خلال اليومين الماضيين إصراراً واضحاً ومتسارعاً من الدولة السورية على إحداث تقدم نوعي يحاكي سياسات وتقلبات منظومة الإرهاب، وبتسارع ملفت من أجل أن يعيد التوازن والعقلانية المطلوبة الى أطراف الإرهاب، بغية وضعها على سكة الواقع بحقائقه ومعادلاته وصولاً نحو دفعها وإجبارها على تطبيق القرارات والتعهدات، وهذا ينسحب بشكل خاص على الأميركي والتركي في آن معاً، حيث أظهرت التطورات الميدانية تقدم الجيش العربي السوري على كل المحاور، خاصة في محيط إدلب، والجزيرة السورية حيث تواصل وحدات الجيش العربي السوري عمليات العسكرية في مناطق الجزيرة بعد أن انتشرت في عدة نقاط بريف الحسكة الشمالي ومحيط محطة كهرباء مبروكة، وبعد أن قامت بفتح الطريق الدولي الحسكة - حلب بعد استكمالها عمليات انتشارها وتأمين المناطق على محاور الطريق، وبعد تثبيتها نقاطاً جديدةً لها عند مفرق ليلان غرب تل تمر ودخلت قرية السوسة الغربية وصوامع حبوب العالية بريف الحسكة الشمالي الغربي، على محور يمتد بنحو 90 كم ، كما أتمت سيطرتها على قرى ضهرة الزرزور والصير وأم الخلاخيل واسطبلات ومزارع المشيرفة.‏

على نحو مقابل اظهر السلوك الأميركي والتركي إصرارا على التعطيل والتسخين والتصعيد لأسباب وغايات باتت جلها معروفة ومفضوحة تلتقي جميعها عند خلق مساحات جديدة للابتزاز والاستغلال والضغط بهدف تحسين شروط التفاوض على الطاولة السياسية، ولعل إرسال واشنطن مزيداً من التعزيزات العسكرية واللوجستية إلى جنودها في المناطق التي تحتلها، لاسيما في قواعدها في محيط حقول النفط شرق سورية يندرج ضمن هذا الاطار، حيث دخلت قافلة أميركية مؤلفة من خمسين شاحنة قبل أيام، عبر معبر «سيمالكا» الحدودي مع العراق، ووصلت حقول جبسة النفطية قرب مدينة الشدادي جنوب الحسكة، وكانت القافلة محملة بسيارات رباعية الدفع وآلات حفر وبناء، وضمت شاحنات مغلقة يعتقد أنها تحمل ذخائر وتسع عربات مدرعة وخمسين جندياً أميركياً ، كذلك واصلت قوات الاحتلال الاميركية نقل عملائها من إرهابيي «داعش» إلى قاعدتها غير الشرعية في مدينة الشدادي عبر إنزال جوي على قرية تويمين بريف الحسكة الجنوبي، وهذا السلوك الأميركي التصعيدي سبقه أيضاً نقل قوات الاحتلال الأميركية لمئات من أفراد أسر إرهابيي التنظيم التكفيري من مخيم الهول بريف الحسكة إلى العراق.‏

كذلك النظام التركي فإنه لايزال ينتهج سياسة المماطلة وقضم الوقت واللعب على حبال الابتزاز والضغط من خلال التهرب من تطبيق التزاماته وتعهداته وتنفيذها على دفعات وبالتقسيط المريح بهدف فتح أبواب جديدة لاستغلال الوقت وفرض أو على الأقل تحسين شروطه على الطاولة السياسية بعد ان بات عرياناً ومكشوفاً ليس أمام دمشق وحلفائها فحسب، بل أمام حلفائه وشركائه في قتل الشعب السوري، خاصة الأميركي والأوروبي، لجهة لهاثه المستمر وراء مصالحه الشخصية والاستعمارية والاحتلالية، ضاربا بعرض الحائط كل وعوده وتعهداته واستعراضاته أمام العالم، وهذا ما ادخله في دائرة مغلقة من التشكيك والتي لا يمكن تجاهلها إلا عبر تحول كلي في مواقفه وسياساته، لجهة المصداقية وتنفيذ التزاماته وتعهداته.‏

النظام التركي لا يزال من جهة يواصل جرائمه بحق الأهالي في منطقة الجزيرة السورية حيث واصل جنود احتلاله ومرتزقته من المجموعات الإرهابية أعمالهم الإجرامية بحق المدنيين في ريف رأس العين بمحافظة الحسكة, ولا يزال من جهة أخرى يواصل تصعيده وعدائيته على الأرض عبر دعم التنظيمات الإرهابية الموجودة في مدينة إدلب، لاسيما تنظيم جبهة النصرة الإرهابي الذي يحضر لاستفزازات ومسرحيات كيميائية بحسب ما نقلته وكالة سبوتنيك الروسية قبل أيام، حيث أفادت الوكالة بقيام إرهابيين من تنظيمي «جبهة النصرة» و«الخوذ البيضاء»، بنقل عدة أسطوانات تحتوي غاز الكلور السام باتجاه مدينتي سراقب ومعرة النعمان جنوب إدلب، مضيفة نقلاً عن مصادر محلية في ريف إدلب أن الأسطوانات المذكورة وصلت إلى المنطقتين من خارج محافظة إدلب، بواسطة سيارتين تابعين لتنظيم «الخوذ البيضاء»، وأشرف على عملية النقل خبراء من جنسيات فرنسية وبلجيكية وتركية يعملون مع إرهابيي «هيئة تحرير الشام».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية