تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حرائق الأمازون.. البرازيل أولاً في إخمادها

دراسات
الأربعاء 18-12-2019
دائرة الدراسات والترجمة

غابات الأمازون رئة العالم وأوكسجينه طالتها نيران الحرائق مؤخراً والتهمت الكثير من أشجارها،

لكن اللافت في المشهد أن الجشعين في عالم النهب والاحتكار استغلوا تلك الحرائق وحاولوا الضغط على البرازيل في مفاوضاتها التجارية وروجوا بشكل غير مسؤول لفكرة مفادها أن الأعمال الزراعية التي تتوسع فيها البرازيل هي وراء ما يجري من حرائق وتدمير بيئي للغابات.‏

معلومات خاطئة بدأت تروج لها ماكينات الإعلام الغربي التي يملكها الجشعون، والتي تجاهلت أن التوسع في الإنتاج الزراعي البرازيلي ليس على حساب الغابات، وتجاهلت عمداً أن البرازيل هي أول من هرعت لاحتواء الحرائق واستنفرت جيشها ووكالاتها الفيدرالية والمحلية لإنجاز المهمة، وهي من الدول التي كان لها السبق في الحفاظ على غابات الأمازون المطيرة.‏

ويؤكد المسؤولون البرازيليون أن التحدي الرئيسي في الأمازون، يتمثل في مكافحة الممارسات غير القانونية. وفقاً للبيانات العلمية، 70% من إزالة الغابات تحدث خارج المزارع. لذلك فإن إزالة الغابات ليست نتيجة للزراعة أو تربية الماشية، بل هي نتيجة للأنشطة الإجرامية مثل سرقة الأخشاب والاحتلال غير القانوني الذي واجهته الحكومة البرازيلية بحزم.‏

ففي البرازيل تغطي النباتات المحلية أكثر من 60% من الأراضي الوطنية، مع أنشطة زراعية تقتصر على حوالي 30% من الأراضي. المناطق المحمية البرازيلية تعادل 12% من إجمالي المناطق المحمية القارية حول العالم وأكثر من نصف إجمالي المناطق المخصصة في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكارييبي. من بين أكبر عشر دول في العالم من حيث الامتداد، تعد البرازيل من أكثر الدول التي تحافظ على البيئة في أراضيها، حيث تمتلك 24,2% من المناطق المحمية.‏

وقد تمكنت البرازيل من تطوير قدرة استثنائية للتوفيق بين الإنتاج الزراعي بطريقة مستدامة ومسؤولة مع الحفاظ على البيئة. طورت البحوث الزراعية البرازيلية، وهي مرجع عالمي، أحدث التقنيات لاستدامة الزراعة المدارية للحصول على فكرة أوضح عن هذا الجهد الكبير، يذكر أنه منذ عام 1980، نما الإنتاج الرزاعي بأكثر من 700%. في الوقت نفسه، كان التوسع في منطقة الإنتاج 30% فقط. هناك بيانات مهمة أخرى يجب مراعاتها في العقدين الأخيرين، بينما زاد الإنتاج الحيواني في البرازيل بأكثر من الضعف، كان هناك انخفاض في إجمالي المساحة المستخدمة في المراعي في البرازيل. في نفس الفترة، زاد إنتاج الحبوب خمسة أضعاف، ومع ذلك ظلت المساحات التي تشغلها المزارع ثابتة تقريباً.‏

وترتبط مؤسسة البحوث الزراعية البرازيلية (Embeapa)، التي تم إنشاؤها في نيسان 1973، بوزارة الزراعة والثروة الحيوانية والإمداد (MAPA). وقد تمكنت منذ إنشائها من تطوير نموذج زراعي واستوائي برازيلي حقيقي للتغلب على الحواجز التي حدت من إنتاج الغذاء والألياف والطاقة في البرازيل. ساعد هذا الجهد الاستثنائي في تحويل الزراعة البرازيلية لتكون واحدة من أكثر القطاعات كفاءة واستدامة على هذا الكوكب. وبالتالي كان من الممكن دمج مساحة واسعة من الأراضي المتدهورة في Cerrados، وهي منطقة حيوية تغطي نحو 22% من الأراضي البرازيلية، في النظم الإنتاجية.‏

هذه المنطقة مسؤولة اليوم عما يقرب من 50% من إنتاج الحبوب البرازيلية. بالإضافة إلى ذلك، كان من الممكن زيادة كمية اللحم البقري ولحم الخنزير وتوسيع كميات لحوم الدجاج. هذه بعض الإنجازات التي جعلت البرازيل تتحول من كونها مستورداً رئيسياً للمواد الغذائية إلى واحد من أكبر المنتجين والمصدرين في العالم.‏

باختصار غابات الأمازون المطيرة هي جزء أساسي من تاريخ البرازيل وقد سعت الحكومة البرازيلية للحفاظ على تراثها الطبيعي، وكذلك لتهيئة الظروف لسكان الأمازون والشعب البرازيلي، بشكل عام للتمتع بالمزايا الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بهذا التراب، وتلتزم التزاماً صارماً بالحفاظ على البيئة بشكل مستدام والدفاع القوي والعادل والسيادي عن غاباتها ومناطقها الإحيائية الأخرى، أما محاولات التضليل من بعض الشركات الاحتكارية وحتى الدول وإعلامها فهي مستمرة ولا تقول الحقيقة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية