تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مواقف الفصائل الفلسطينية الثمانية من الحوار

شؤون سياسية
الأربعاء 5-8-2009م
عماد خالد رحمة

مع اقتراب الجولة السابعة من الحوار الفلسطيني- الفلسطيني في الخامس والعشرين من شهر تموز الجاري في القاهرة، بدا الحراك الأمني السياسي المصري نشطاً بشكل واضح،

حيث تم إرسال وفد أمني مكلف من قبل رئيس المخابرات العامة المصرية عمرسليمان إلى رام الله للقاء قادة حركة فتح على مدى يومين كاملين، ومن ثم سيلتقي بقيادة حركة حماس في دمشق من أجل إيجاد حل نهائي للنزاع الفلسطيني- الفلسطيني، والجديد في الأمر أن هذا النزاع قد شمل الفصائل الفلسطينية اليسارية الثمانية المنضوية في منظمة التحرير الفلسطينية وأبرزها: الجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، فقد اتخذتا موقفاً أكثر حدة إزاء الحوار الثنائي بين حركتي فتح وحماس واستثناء باقي فصائل العمل الوطني والإسلامي من جلسات حوار القاهرة، معلنة صراحة أنها لن تكون (شاهد زور)، ولن تكون جزءاً من أي اتفاق قائم على المحاصصة، التي تعني بحسب هذه الفصائل تكريساً للانقسام، فقد لخصت الفصائل الثمانية موقفها من الحوار الثنائي في رسالة رسمية وجهتها للراعي المصري وعبرت فيها عن رفضها لمبدأ المحاصصة والثنائية التي يقوم عليها الحوار الثنائي بين حركتي فتح وحماس، معتبرة أن مايجري هو التفاف على الحوار الشامل من خلال استبعاد باقي القوى والفصائل من جلسات الحوار، الأمر الذي رأت فيه تشريعاً للانقسام عبر البحث عن حلول جزئية، بدلاً من العمل على حلول وطنية للقضايا الخلافية بما يضمن إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية المفقودة.‏

فقد أكد كايد الغول عضو اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الحوارالوطني بدأ يتحول إلى مضيعة للوقت وبيع أوهام للشعب الفلسطيني بفعل التركيز على الحوارات الثنائية بين حركتي فتح وحماس لبحث المحاصصة بدلاً من الحوار الشامل لإيجاد حلول وطنية للقضايا التي تسببت في الانقسام.‏

إن نجاح الحوار الفلسطيني بحاجة إلى توفر إرادة فلسطينية صادقة وحقيقية، بغية التوصل إلى اتفاق يحظى بإجماع كل القوى الوطنية الفلسطينية.‏

إن المأساة التي يعيشها الشعب العربي الفلسطيني تؤكد أنه لايوجد فلسطيني واحد يكره توصل الفصائل والقوى مجتمعة لاتفاق إجماع وطني، يكفل الخروج من المأزق الحالي والتدهور الخطير الحاصل في الساحة الفلسطينية، ولكن يجب الإقرار أن أصل الخلاف يقع بين حركتي فتح وحماس وهما الأكبر في الساحة الفلسطينية، وعندما لجأت مصر للحوار الثنائي بين الحركتين فهذا يعود إلى إدراك الوسيط المصري أن اتفاق الحركتين على القضايا الخلافية العالقة سيؤدي إلى حدوث اختراق في الحوار، وقد كان العمل في بداية الأمر منصباً على تشكيل حكومة توافق وطني، ولكن مع استمرار الخلاف بين الحركتين حول نقطة البرنامج السياسي وشروط اللجنة الرباعية ورفض حركة حماس بشدة التعاطي مع هذه الشروط التي تتضمن الاعتراف بالكيان الصهيوني، لجأت مصر إلى مقترح لجنة التنسيق الفصائلية كحل مؤقت إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، بمعنى أن مهمة هذه الجنة مهمة انتقالية للتنسيق بين غزة والضفة وتسيير حياة المواطنين الفلسطينيين، من هنا فإن تشكيل حكومة توافق وطني تقود المشروع الوطني في مجابهة المخاطر الجمة التي تعترضه من جانب الحكومة اليمينية المتطرفة في الكيان الصهيوني أمر مهم جداً، ولكن عندما يستعصي أمر تشكيل هذه الحكومة يصبح من المهم البحث في خيارات أخرى كتشكيل لجنة تنسيق أفضل بكثير من إعلان فشل الحوار وعودة الأوضاع في الساحة الفلسطينية إلى دوامة الصراع الداخلي، وتبادل الاتهامات والاعتقالات السياسية، بينما الاحتلال يواصل تهويد القدس وهدم منازل المقدسيين وسحب هوياتهم، وتسريع وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية، ومصادرة الأراضي ، فقد أعلن العدو الصهيوني مصادرته لأكثر من 160 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية المتاخمة للبحر الميت والغور، كي يتم عزل الضفة الغربية عن محيطها الجغرافي مع الأردن، كما يعمل العدو الصهيوني على إحياء مشروع ربط البحر الأحمر بالبحر الميت عبر قناة يسعى إلى إنشائها بتوافق أردني فلسطيني صهيوني.‏

وإذا كانت الفصائل اليسارية الثمانية تستند في موقفها إلى المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني، فإن مصلحة الشعب الفلسطيني تقتضي أيضاً دعم أي جهد لتخفيف معاناته، وإن كان اتفاقاً انتقالياً، إلى حين تنظيم الانتخابات وعندها ليختار الشعب الفلسطيني من يمثله.‏

من المؤلم أن عدم التوصل إلى اتفاق وطني قبل موعد استحقاق الانتخابات مطلع العام المقبل، يعني استحالة تنظيم هذه الانتخابات في ظل واقع الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية، وبالتالي فإن الشعب الفلسطيني سيغرق في بحر من التأويلات القانونية والصراع على الشرعيات، وستزداد الأمور تعقيداً وربما يطول أمد الانقسام لسنوات وسنوات.‏

ونسي القادة الفلسطينيون أن الأرض الفلسطينية لازالت تحت الاحتلال وتحت السيطرة الصهيونية كما عبرعن ذلك مجرم الحرب بنيامين نتنياهو في خطابه الشهير من على منبر جامعة بار إيلان الشهر الماضي، فهل سيستدرك القادة هذه المعادلة؟ الأيام القليلة القادمة ستفصح عن ذلك!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية