تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مال أميركي لتمويل المستوطنات الإسرائيلية

الغارديان28/7/2009
ترجمة
الأربعاء 5-8-2009م
ترجمة: خديجة القصاب

يعتبر مبلغ خمسمئة دولار أضخم مبلغ يحصل عليه الفائز في إحدى ألعاب يانصيب الأسواق الخيرية في المدن الفقيرة لولاية كاليفورنيا،

هذا في حين يمني الخاسرون فيها أنفسهم بأن دولاراتهم الضائعة ستسهم دون أدنى شك في عملية تمويل إحدى القضايا الإنسانية العادلة، وفي الواقع فإن كل دولار يصرفه سكان تلك المدن خلال تلك الألعاب من أبناء الجاليات المهاجرة من أميركا اللاتينية إلى الولايات المتحدة والمقيمين في ضواحي لوس انجلوس على سبيل المثال يذهب إلى آلة تمويل المستوطنات اليهودية المشيدة فوق الأراضي الفلسطينية وخاصة في القدس الشرقية حيث تقطن أغلبية مسلمة، كذلك الأمر بالنسبة للمستوطنات المماثلة لها في الضفة الغربية كمدينة الخليل حيث تطرد القوات العسكرية الإسرائيلية الآلاف من السكان العرب في تلك المناطق من ممتلكاتهم من منازل وأراض وتدفعهم لإخلائها بقوة السلاح، فخلال العشرين سنة الماضية استغل القائمون على صالات ألعاب الميسر تلك الملقبة بحدائق هاواي عشرات ملايين الدولارات وبتشجيع من حاخامات اليهود هناك لتمويل استراتيجية تهدف إلى اغتصاب الأراضي الفلسطينية وتحويلها إلى ممتلكات يهودية بدعم من اللوبيات الأميركية المؤيدة لسياسات إسرائيل إلى جانب جماعة الصقور ذات التأثيرات الواضحة في دوائر السلطة في واشنطن.‏

وقد أعرب طبيب أميركي يهودي من أصحاب الملايين يدعى«ايرفنغ موسكوتز» عن غضبه إثر قيام حاكم البيت الأبيض الجديد «باراك أوباما» بإرسال إشارة إلى الإسرائيليين يطلب منهم وقف بناء المستوطنات اليهودية وتعتبرها الإدارة الأميركية الجديدة عقبة رئيسية تقف في وجه عملية تحقيق السلام في الشرق الأوسط.‏

وقد صرح «حاييم بلاك» ويتزعم حملة تحول دون وصول أموال يانصيب حدائق هاواي إلى أيدي المستوطنين الإسرائيليين علماً أنه من أبرز زعماء اليهود في تلك المدينة الأميركية قائلاً: إن الطبيب «موسكوتز» يأخذ ملايين الدولارات من أفقر مدن كاليفورنيا ليرسلها إلى إدارة المستوطنات الإسرائيلية قبل أن يضيف: لقد غيرت الأموال التي يقدمها «موسكوتز» للمستوطنات الإسرائيلية قواعد اللعبة لأنها تسهم في عمليات تدعيم مراكز حركة الاستيطان، ثم استطرد «حاييم» قائلاً إن «موسكوتز» لا ينفق تلك الأموال في تمويل بناء المستوطنات اليهودية فحسب وإنما يعمل كذلك على تشجيع الفارين من صفوف القوات الإسرائيلية ما أدى إلى تكبيل أيدي تل أبيب وواشنطن معاً، وإذا ما أرادت الإدارة الأميركية الجديدة أن تكون جادة في توجهاتها بشأن إيقاف المستوطنات فعليها أن تبدأ بحدائق هاواي.‏

وقد جمع هذا المليونير المتقاعد الذي عمل كطبيب لسنوات طويلة ويبلغ اليوم سن الثمانين من خلال بيع وشراء المستشفيات، ففي عام 1988 قام بشراء ملاهي حدائق هاواي المتعثرة مالياً، وذلك بموجب قانون أميركي يسمح له إدارتها بطريقة غير مربحة لتحمل اسم «موسكوتز» على اعتبارها أنها مؤسسة خيرية ليس إلا.‏

وقد أظهرت القوائم الضريبية في تلك الولاية أن منح تلك المؤسسة الخيرية تتجه مباشرة لدعم المنظمات الإسرائيلية ومالم تفصح عنه تلك القوائم أن تلك الأموال تستثمر في مشروعات عشرات المنظمات اليهودية التي تدعي أن المناطق والأراضي الفلسطينية هي ملك للدولة العبرية وبالتالي للمحافظة على بقاء القدس الشرقية المحتلة تحت سيطرة السلطات الإسرائيلية، وقد توصل الحاخام «حاييم» إلى نتيجة مفادها أن مؤسسة حدائق هاواي زودت المستوطنات اليهودية بمبالغ تتجاوز 100 مليون جنيه استرليني منذ أكثر من عشرين عاماً وذلك لبناء 133 وحدة استيطانية فوق الأراضي الفلسطينية التي صادرتها السلطات الإسرائيلية وطردت أهلها منها، وقد ساهم «حاييم» في تدشين ما يسمى ائتلاف العدالة في حدائق هاواي والقدس لوقف تدفق الأموال من صالات تلك الملاهي إلى المستوطنات.‏

وتظهر التحقيقات التي أجرتها سجلات الضرائب أن منع مؤسسة «موسكوتز» تشمل الهبات المرسلة للمستوطنة اليهودية «بيت حداثة» المتوضعة في قلب مدينة الخليل داخل الضفة الغربية وقد طرد آلاف السكان العرب من منازلهم وأعمالهم المتوزعة حول مستوطنة «بيت حداثة» وذلك تحت ذريعة الأسباب الأمنية المزعومة بعد أن قام مستوطن من مواليد الولايات المتحدة يدعى «باروخ غولد شتاين» بقتل 29 فلسطينياً بالقرب من هذه المستوطنة عام 1994، وقد وجد موسكوتز مبررات لما اقترفه «باروخ غولد شتاين» من عمل إجرامي هناك بأن ألقى اللوم على الفلسطينيين الذين من وجهة نظره دفعوه للقتل.‏

كذلك منحت مؤسسته ما يتجاوز 3.5 ملايين جنيه استرليني لجماعة كوهانيم اليمينية لقاء قيام أفرادها بإيواء اليهود في المربع المسلم لمدينة القدس القديمة ولم يتوقف «موسكوتز» عن تمويل مشروعات تشييد المستعمرات اليهودية وعزل الفلسطينيين عن أراضيهم ومراكز عملهم بشكل يخدم استراتيجية الحكومة الإسرائيلية التوسعية لضمان إحكام سيطرتها الكاملة على القدس، ويهدف «موسكوتز» عن عمله هذا إلى وضع حد لاستمرار تمركز السكان العرب في القدس وهذه حقائق سياسية على أرض الواقع وقد مهدت له الإدارات الأميركية المتعاقبة سابقاً الطريق لتحقيق هذا المشروع بسهولة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية