تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في عوالم الممنوع..هم الخاسر الأكبر

شباب
الأربعاء 5-8-2009م
هند دمر حمودي

يسرف البعض من شباب اليوم بالاهتمام والتعرف على ما هو ممنوع والتوغل في خباياه وتتوزع هذه الاهتمامات بين شرب المسكرات والتدخين والمعاكسات والاطلاع على مواقع الانترنت الإباحية وصولاً إلى تناول المخدرات..

لتبقى القدرة على التحكم بالذات وامتلاك الإرادة القوية التي تقي من الوقوع في الخطأ والابتعاد على ما هو ممنوع ضعيفة لدى معظم الشباب..فما سبب السعي إلى الغوص في عوالم الممنوع من قبل الشباب ..وما الدوافع لفعل ذلك؟‏

البعض يعتبر الرغبة الجامحة لنظرية الممنوع مرغوب أسلوباً لرؤية المجهول والبعض الآخر يعتبره اثباتاً للنفس وإحساساً بالنضوج إلا أن أسلوب قضاء الوقت بما هو مثمر له الحصة الكبرى..فماذا يقول الشباب:‏

عدي حسن طالب في كلية الآداب /أدب عربي قال: إن انعدام الحوار بين الأهل والشباب قد يدفعهم لفعل الممنوع وخاصة فيما يتعلق بقضايا يراها الشباب لم تعد مناسبة لهذا العصر على حين ينظر إليها الأهل بأنها تمس المجتمع المتحفظ وتكسر قواعد العادات والتقاليد المتبعة..وتؤيده في الرأي سمية موسى فتقول: إن الرغبة في الممنوع موجودة لدى كل شخص ولكن الاختلاف يبقى في أسلوب القيام بها من شخص لآخر وقد يكون دافع اثبات الذات وإرضاء غريزة حب الاستطلاع التي لا يخلو منها أي شخص بالإضافة إلى رؤية المجهول بالنسبة لشباب أضحوا في سن المراهقة وراء الرغبة هذه.‏

حب الاستطلاع‏

على حين أن مهند الغانم طالب في كلية الآداب /علم اجتماع يرى أن الدافع لفعل الممنوع يكمن في حالة الكبت والضغط النفسيين وحب الاستطلاع التي يعيشها معظم شباب اليوم حيث يعتبر الشخص المصاب بالاكتئاب أن فعل الممنوع والقيام بأمور غير مرغوب فيها سواء من قبل الأهل أم المجتمع وسيلة للتفريج عما ألم به..ومن ناحية أخرى إن معظم الشباب يشعرون أن الواقع أنضجهم قبل الأوان وروح المسؤولية نمت لديهم إلا أنهم ما زالوا محاصرين بعيون الأهل ورقابتهم، فكثير منهم يرى الممنوع.‏

وعند الاستفسار عنه لا تجد أي إجابة واضحة مع إطلاق أوامر صارمة من قبل الأهل بعدم الولوج إلى مناقشة مثل هذه الموضوعات مرة أخرى مع التمسك بزمام قوة المنع والرفض أمام ما يريد معظم الشباب القيام به أو الاطلاع عليه.‏

رويدة العاسمي طالبة هندسة مدينة تقول: إن الكثير من الشباب لا يعانون ضغطاً نفسياً ولا أي مشكلات أخرى تدفعهم للقيام بما هو ممنوع لكن ما يغلب عليهم للسير في هذا الاتجاه حب التجربة لا غير..قد يكون الشعور بالنضوج سبباً رئيسياً يكمن وراء هذه الظاهرة حيث إن الكثير من الشباب عند البلوغ يلجؤون إلى التدخين وسيلة لإثبات الذات والوجود كشباب خرجوا من مرحلة الطفولة وشعاراً للتعبير عن الاستقلالية في اتخاذ القرار دون تدخل الأهل.‏

عالم وهمي‏

ولأن الرغبة الجامحة لنظرية الممنوع مرغوب رغم جميع الدوافع السابقة ما زالت غامضة إلى حد ما بالنسبة للكثيرين فإن أصحاب المدرسة النفسية وفي تحليلهم لهذه الظاهرة أكدوا أن معظم شباب وفتيات اليوم يشعرون بأنهم محاصرون ومقيدون من قبل الأهل ويفتقدون إلى الحرية في ممارسة ما يرونه حقاً مكتسباً لهم ما يخلق لديهم نوعاً من الكآبة والملل والرفض والحرمان..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية