تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


انقلاب داخل المعارضة الإيرانيـــة...أبطحـــــي: تزويـــــر الانتخابــــات كذبـــــة مفتعلــــــة

أضواء
الأربعاء 5-8-2009م
ريم صالح

بعد افتراءات مدبرة وأكاذيب مضللة دامت لأكثر من شهر ونصف الشهر حول نزاهة نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية العاشرة والتي حقق فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد نصرا كاسحا على منافسيه

بحصوله على 62.63 بالمئة من إجمالي أصوات الناخبين البالغ عددهم 46 مليون ناخب إيراني ثبت مجددا بما لايدع مجالا للشك زيف الادعاءات والشعارات المغرضة التي روج لها الغرب وبعض القوى الداخلية الإيرانية المتآمرة.‏

هذه المسرحية الهزلية التي حاكتها بعض الجهات الأجنبية للإطاحة بالنظام الايراني وتشويه سمعة البلاد باءت بالفشل مرة أخرى ولكن الشعرة التي قصمت ظهر البعير كانت من قلب التيار المعارض في إيران هذه المرة. حيث أقر محمد علي ابطحي نائب الرئيس السابق محمد خاتمي بأن التيار اعتمد كذبة التزوير لتحريض أنصار المرشحين للرئاسة «مير حسين موسوي ومهدي كروبي» على النزول إلى الشارع وأضاف إن موسوي أصيب بالوهم عندما اعتبر نتائج الانتخابات مزورة رغم وجود أحد عشر مليون صوت بينه وبين المرشح الفائز الرئيس أحمدي نجاد.‏

وأشار أبطحي أن فوز الرئيس الايراني كان نتيجة انتخابات نظيفة مؤكدا أنه لم يحدث أي تزوير في انتخابات 12 حزيران الماضي واعترف بأن الانتخابات العاشرة كانت مختلفة واستغرق التحضير لها عامين أو ثلاثة أعوام، لافتا إلى أن قادة الاصلاحيين خانوا قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي.‏

وقال.. أؤكد أن موضوع التزوير في الانتخابات الايرانية كان كذبة تم اختلاقها من أجل إثارة أعمال الشغب كي تصبح إيران مثل أفغانستان والعراق تقاسي الأمرين.. ولو حصل ذلك لتبخر اسم الثورة ولما بقي لها من أثر.‏

تصريحات أبطحي لم تكن وحدها من دق آخر مسمار في نعش التلاعب الأجنبي بل إن نائب الرئيس السابق محسن صفي فرحاني والمتحدث السابق باسم البرلمان بهزاد بنوي ،والصحفي الإيراني (مازيار بهاري) ونائب وزير الداخلية السابق (مصطفى تاج زادة) وكلهم من الاصلاحيين اعترفوا بأن مزاعمهم بشأن الانتخابات لا أساس لها من الصحة أي إن الانتخابات لم تزور.‏

هذه التصريحات جاءت خلال محاكمة نحو 100 منهم أمام محكمة الثورة الإسلامية السبت الماضي في إثارة أعمال شغب خلال التظاهرات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية.‏

ويواجه المعتقلون تهماً تشمل العمل لإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية والارتباط بجهات أجنبية لتنفيذ ثورة مخملية واستهداف السلم الأهلي عبر افتعال شغب واضطرابات.‏

وأكدت لائحة الاتهام أن تلك الأعمال نفذت حسب الجدول الزمني ومراحل الانقلابات الملونة بحيث نفذت مائة نقطة من أصل مائة وثمانية وتسعين من تعليمات الانقلابات الملونة للأكاديمي (جين شارب) وهو بروفيسور أميركي تحدث عن التحول الديمقراطي بالطرق السلمية.‏

وكانت إيران قد انتقدت حكومات أجنبية واتهمتها بالتواطؤ والتسبب في سقوط قتلى وجرحى خلال أعمال العنف تلك.‏

وتتزامن محاكمة مثيري الشغب في إيران مع استعداد الرئيس أحمدي نجاد لتأدية اليمين الدستورية لولاية رئاسية ثانية من أربع سنوات في الخامس من آب الجاري.‏

إلى ذلك وصف المحلل صادق نوربخش تصريحات أبطحي بأنها انقلاب على التيار المعارض وخاصة أنه يعد واحدا من رموزه وأكد أنه سيكون لذلك تبعاته على تماسك المعارضين وثقة جماهيرهم بهم.‏

ويرى مراقبون أنه رغم ما أثير في بعض العواصم الغربية على لسان مسؤولين أوروبيين وأميركيين حول الانتخابات الإيرانية إلا أن حقيقة الأمر أن هذه الانتخابات كانت تجربة كانت تجربة ديمقراطية اتسمت بقدر كبير من الشفافية والحياد حتى إن الرئيس محمود أحمدي نجاد نفسه تعرض لانتقادات جارحة من منافسيه أثناء الحملات الانتخابية التي سبقت إجراء الانتخابات وأضاف المراقبون أنه يجب أن لا ننسى أن للغرب مصالحه في أن يبتعد أحمدي نجاد عن كرسي الرئاسة في إيران وخصوصاً أنه لم يرضخ لمطالبهم ولم يتنازل عن حقوق بلاده في استخدام التقنية النووية السلمية مثلها مثل بقية دول العالم.‏

فيما اعتبر رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في موسكو شاميل سلطانوف الجمهورية الإسلامية الإيرانية انموذجاً للصمود والمقاومة أمام ضغوط الولايات المتحدة وحلفائها في العالم وسعيها الدائم لزعزعة الاستقرار في إيران ويؤكد أن هذه التهديدات والافتراءات المتواصلة لن يكون لها أي تأثير على عزيمة وإرادة زعماء إيران وشعبها.‏

بينما أوضح افرايم كام من معهد دراسات ما يسمى الأمن القومي الإسرائيلي أن فوز أحمدي نجاد لا يحتمل التشكيك أبداً لأن الرئيس الإيراني شخصية شعبية محبوبة وخاصة لدى الطبقة الوسطى والدنيا في المناطق القروية، فضلا عن سيرته الذاتية البسيطة وشعاره (توصيل عوائد النفط إلى موائد الناس حتى أولئك الذين يعيشون خارج إيران) كذلك كان أحمدي نجاد حريصا على أن يعقد الاجتماع الأسبوعي لحكومته كل مرة في محافظة إيرانية مختلفة للتعرف عن قرب على مشكلاتها واحتياجاتها وهو ما ساهم كثيراً في رفع شعبيته داخل هذه المناطق المحرومة.‏

وأخيراً فإن دعم بعض الجهات الأجنبية للمشاغبين لبث الفوضى والاضطرابات في إيران ،كما يرى محللون ،تحت ستار دعم الديمقراطية وبذريعة صيانة حقوق الشعب الإيراني يثير تساؤلات عدة ويدل بشكل أو بآخر على عدم الاحترام لرأي الأغلبية ومبادئ الديمقراطية وتتعارض مواقفهم هذه بالتالي مع شعاراتهم الرنانة وادعاءاتهم الطنانة وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على عدم ثبات القيم الغربية وازدواجيتها وتبدلها عندما لا تتفق مع مصالح أصحابها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية