وهذه الكلمه مجحفة بحقه وحق هذه الشريحة التي لا يمكن نكرانها في المجتمع ، ففي معظم الحالات أثبت هؤلاء عكسها فلم تكن إعاقة أي شخص تقف عائقا أمام حلمه.
وهنا السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذه الرؤية للمعوق، علما أن إعاقته ربانية.. وحتى نستطيع أن نحدد فعالية هذه الشريحة لابد أن ننظر إلى القضية من ناحيتين ، الأولى المجتمع وما أدراك ما المجتمع الذي يبدأ بالأسرة ثم المدرسة وصولا إلى الجانب العملي فمنذ أن يرى هذا الصغير الضوء حتى تبدأ النظرة المغيرة له من النظرة إلى أقرانه ربما.يستقبل بالشفقة والدموع وربما بالإهانة.
وهنا سيكون محور موضوعنا من خلال عرضنا لحالات عدة منها الشاب (ع.د) البالغ من العمرعشرين عاما ولد في أسرة متوسطة الحال كانت إعاقته نتيجة خطأ طبي فأصيب بالشلل لكن ذلك لم يجعله ييأس وتابع مسيرته التعليمية وهو الآن في الثالث الثانوي ويطمح أن يصبح مدرسا للغة العربية ونستطيع أن نصفه هنا دون مبالغة بالمخترع العبقري فهو بارع في مجال صيانة الحواسيب، لكن أسرته تحثه أن يختار وظيفة إدارية ولا ترغب في متابعة التحصيل العلمي ظنا منها أن ذلك أكثر أمنا لمستقبله، فالوظيفة الثابتة ستدر عليه دخلا ثابتا يغنيه عن السؤال.متأملة عبقريته في مجال الحواسيب. وهنا نطرح سؤالا آخر ، لماذا هذه القسوة في بعض الأسر ومتى سيتخلصون منها ويعاملون هذا الفرد كأي فرد آخر يستطيع العطاء كما يستطيع أخذ الحنان وهذا ما يحبط الشخص المعوق المحتاج إلى الدعم المعنوي دائما.
نظرة بعض الأسر هذه وإن كنا لا نلوم تلك المواقف من وجهة نظرها طبعا ربما تريد تأمين مستقبل أبنائها وفق الحاجة والظروف والواقع ولو على حساب مواهبهم. بيد أننا لاشك نلوم تلك الأسر التي أغلقت الأبواب في وجوه أبنائها من ذوي الاعاقة خوفا عليهم من استهزاء المجتمع بهم.
فيما أسر أخرى تحبطهم وتمنعهم من التقدم وكلما حققوا نجاحا أو حاولوا التقدم أوقفتهم بكلمة (أنت _ أنتِ) «معوق.. معوقة «، فكانت هذه العبارة كالجمر في دربهم تحرق طموحاتهم وأملهم ورغبتهم في أن يكونوا أعضاء فعالين في المجتمع وأكبر دليل على هذا حالة الرجل (ب..ل) العصامي الناجح الذي يضرب به المثل حيث أثبت نفسه في حياته العملية وهو البالغ من العمر خمسون عاما.. ولد في أسرة ميسورة الحال لم تمنعه إعاقته من تحقيق حلمه رغم تخلي كل من حوله عنه حتى اقرب الناس إليه وهي زوجته ولم يبق أحد بجانبه سوى والدته التي كان لها الفضل الأكبر في دعمه وأثبت نفسه في عمله المهني ولما نجح أصبح من تخلى عنه بالأمس يفتخر بنجاحه اليوم وهنا المفارقة حين يضرب به المثل.
ما تقدم هو مجرد إلقاء بصيص من الأمل لهذه الشريحة من أبناء المجتمع التي وجدت نفسها في هذه الحالة .وأنا واحدة ممن خاضت هذه التجربة الخاصة وكانت نظرات المجتمع بشكل ما تؤذيني وتجرح مشاعري. وهنا لا نستطيع أن ننسى من كان لها الفضل الأكبر في دعم هذه الشريحة السيدة أسماء الأسد وما تقدمه من دعم مادي ومعنوي يعطينا الأمل المتجدد بالحياة.