وقال لافروف خلال اجتماع مجلس شؤون السياسات الخارجية والدفاعية أمس: واشنطن اتخذت نهجا يدمر الاتفاقات في مجال الرقابة على التسلح، فبعد معاهدة الدفاع الصاروخي جاء دور معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، ثم من غير المستبعد أن تظهر هناك مشكلات عند تمديد معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية.
وأكد لافروف أن كل ذلك ستكون له عواقب وخيمة على المجالات التي كانت تلك المعاهدات تضبطها، بل وعلى آليات أخرى في مجال نزع السلاح النووي ومنع انتشاره.
وتابع بالقول: إذا قمنا بتحليل ممارسات واشنطن في هذا المجال، فيمكننا أن نستنتج أن دعاة إطلاق سباق جديد للتسلح تمكنوا من فرض هيمنتهم، على واشنطن. وأضاف: أود التأكيد مرة أخرى أنهم لن ينجحوا في جر روسيا إلى هذا التنافس باهظ الثمن.
وأشار إلى أن موسكو لا تزال بانتظار الردود على مقترحاتها الرامية إلى تعزيز الأمن الدولي، بما فيها مقترح صياغة معاهدة جديدة حول الأمن الأوروبي والأطلسي والمبادرة الروسية الصينية المشتركة لمنع نشر السلاح في الفضاء والمقترح الروسي لصياغة اتفاقية لمكافحة الإرهاب الكيميائي والبيولوجي.
وأضاف أن الطرف المقابل يتهرب من مناقشة هذه القضايا بشكل مهني وصريح، وأن واشنطن وبروكسل ليستا جاهزتين لمثل هذا الحوار.
ومع ذلك لفت إلى أن الحوار بين موسكو وواشنطن لا يزال قائما حول مختلف القضايا، بما فيها مكافحة الإرهاب وحل الأزمة في سورية والاتصالات حول أفغانستان وشبه الجزيرة الكورية، بالإضافة إلى التعاون في الفضاء.
وشدد على أن روسيا مستعدة للتعاون مع الاتحاد الأوروبي والغرب بشكل عام، ولا تزال منفتحة على خلق مجال اقتصادي وإنساني موحد من المحيط الأطلسي وحتى الهادئ، وترى إمكانية لإقامة الشراكة الأوراسية الواسعة التي اقترحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة روسيا ودول آسيان في سوتشي قبل عامين.
كما أعلن لافروف أن الاتحاد الأوروبي لم يعد الشريك التجاري الأول لروسيا، وحلت محله دول «بريكس» ورابطة الدول المستقلة ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وقال لافروف: يتعزز الاتجاه الشرقي لسياستنا الخارجية، والآن تعتبر الصين وبلدان رابطة الدول المستقلة ودول منطقة آسيا والمحيط الهادئ وبريكس، «وليس الاتحاد الأوروبي» شركاءنا التجاريين الرئيسيين.
وأورد معطيات هيئة الجمارك الفدرالية الروسية التي تشير إلى تقلص حصة الاتحاد الأوروبي في التجارة مع روسيا من 49 بالمئة إلى 42.7 بالمئة، وازدياد حصة الدول التي ذكرها من 40 بالمئة إلى أكثر من 45 بالمئة.
وأكد لافروف أن هذا هو الرد على المتشائمين الذين لم يثقوا بقدرتنا على إعادة التمركز بسرعة والانخراط في العمليات التنموية الآسيوية بشكل مثمر بالنسبة لنا.
بموازاة ذلك أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أن تزايد نشاط الناتو في البحر الأسود يقوض استقرار المنطقة وأن موسكو سترد على ذلك «بشكل مناسب».
وقال غروشكو على هامش جلسة مجلس الشؤون الخارجية والدفاعية أمس ردا على سؤال عن الموقف الروسي من نشاط الناتو في المنطقة المذكورة، إنه «سلبي بالطبع، ولا يساهم النشاط في منطقة البحر الأسود في تعزيز الأمن، وإنما يقوض استقرار المنطقة.
وتابع: بالطبع سنتخذ جميع الإجراءات الضرورية لاحتواء المخاطر المرتبطة بتزايد نشاط الناتو في هذه المنطقة، ونتابع باهتمام تطور خطط الحلف لتعزيز الحضور في هذه المنطقة وسنرد عليه بشكل مناسب.