والتسارع على إطلاق المواقف العدائية للاستيلاء على المزيد من الحقوق العربية المشروعة، سواء في فلسطين أم العمل على تهويد الجولان المحتل.
فبعد إعلان ترامب القدس عاصمة للاحتلال، وكذلك ضم الجولان المحتل، يأتي تصنيف الحرس الثوري الإيراني على لوائح الإرهاب الأمريكي بهدف الضغط على إيران بسبب وقوفها مع سورية المقاومة، واعتقاد واشنطن وتل أبيب أن إبعاد إيران سيمنحها فرصة للاستفراد بسورية والقبول بما رفضته وقاتلت من أجله.
لهذا فإن وضع الحرس الثوري وغيره على لوائح الارهاب لم يقدم أي جديد إلا أن إدارة ترامب حدّدت القوى التي ساهمت في خسائرها الموجعة في المنطقة وملاحقة أدواتها، وهو ما أثار حفيظة الأمريكي راعي الإرهاب من أن هذه القوى تشكل خطراً وجودياً على الكيان الصهيوني.
إرضاء القيادة الصهيونية وإنعاشها عبر تغريدات ترامب لا يغير من واقع (اسرائيل) الغارقة في الأزمات بفعل إضعاف قدرة الردع والعجز لديها، ناهيك عن أن قرارات الرئيس الأمريكي لا تغير من الواقع الميداني والقانوني والسياسي إلا زيادة في التوتر والاستفزاز، ولا سيما أن الافراط في الدعم الأمريكي ما هو إلاّ لتعويض العجز الذي يحاول أن يغير في موازين القوى وخلق مناخ من التوتر.
الإدارة الأمريكية ليست في وضع يسمح لها بأخذ زمام المبادرة، وأن صلف ترامب وخروجه عن جميع المعايير السياسية وتحديه لدول العالم ما هو إلا تعبير عن الأزمة المعهودة التي تعيشها بلاده، والتي سيترتب عليها الكثير من الأمور الدراماتيكية غير المعهودة.
أما (اسرائيل) فلم تعد قادرة على تجاهل كوابيسها من عمليات المقاومة التي لا خيار أمام العرب المتمسكين بحقوقهم غيرها،
و لا سيما أن سورية ماضية قدماً نحو النصر الأكيد وتستعيد قوتها وتوازنها بسرعة مع تغير قواعد الاشتباك وتوحيد جبهات المقاومة.