وأكوابها في البيوت والمكاتب والمقاهي والمطاعم، بدلاً من المتة والشاي والقهوة...!! أباريق وأكواب تحتوي عصير البرتقال الطبيعي - اللذيذ - الخالي من السكر الصناعي، وبغض النظر عن استهلاكنا من الشاي والبن والمتة وهي مواد نستوردها بالدولار، فإن هذه المواد تحتاج إلى السكر المستورد أيضاً بالدولار واستهلاكنا منه يرتفع تباعاً ويقترب من المليون طن في السنة...!!
ولا نستطيع تجاهل الحرب كعامل حرمنا من زراعة الشوندر لتشغيل خمسة مصانع للسكر كانت توفر لنا جزءاً من احتياجاتنا (١٤٠ ألف طن في السنة تقريباً)، لكن هذا الرقم بات صغيراً مع تنامي استهلاكنا من السكر دون حدود أو ضفاف وهو مادة ضارة - عندما نكثر من استهلاكها - في حين أن شراب البرتقال أو الكريفون أو الكليمنتين، يستهلك دون سكر، وتلك الحمضيات هي غذاء ودواء، فلقد بات معروفاً أن الحمضيات السورية الخالية من الأثر المتبقي للمواد الكيماوية والمكافحة أمراضها بالأعداء الحيوية بعيداً عن الأدوية والمبيدات الكيماوية، هي غذاء يقوي المناعة ضد أمراض الشتاء (الكريب تحديداً) الواسع الانتشار في الشتاء (عالمياً)، إضافة إلى أن الحمضيات تصنف اليوم كمضاد أكسدة يحمي من الأورام السرطانية وثمة أبحاث سورية في هيئة الطاقة الحيوية في سورية أثبتت أن الحمضيات مادة أولية أساسية لصنع الأدوية المضادة للأورام السرطانية.
ولقد حبينا بمواسم حمضيات - مذهلة - استمرت على الرغم من أنف الحرب (أكثر من مليون طن في السنة)، ما جعل أسعارها منخفضة جداً لوجود كساد في تصريف الإنتاج يقدر بأربعمئة ألف طن بعد تعثر التصدير والتعنت في رفض إقامة مصانع عصير طبيعي.
وهذه الضارة النافعة للمستهلك، من الحكمة - اقتناصها- ولعل التهافت على استهلاك الحمضيات - يحسّن - أسعارها قليلاً ما يحقق انتعاشاً ولو كان محدوداً لمنتجينا فهو مهم في استمرارهم برعايتها.
الجديد في مقاربتنا لهذا الموضوع اليوم، إدراكنا لضرورة وجود جهة رسمية أو شعبية تقود هذا النهج البديل وتروج لأنماط استهلاكية مفيدة للمواطن والوطن، جهة لا تعرف السبات الإداري، ملتهبة بالحماسة وحب الوطن والنَّاس، فلتكن جمعية أو اتحاد أو وزارة، فالقضية كبيرة وتستحق.