تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رجال الهاوية

إضاءات
الخميس 12-12-2019
شهناز فاكوش

يحلم كل منا أحلاماً منها ما يتحقق، والبعض لا نجد لتحقيقه سبيلا. السؤال كيف يحقق البعض أحلامهم مصادرين أحلام الكثيرين؛ التي حُرِمَ منها هؤلاء الكثيرون

من يملك أكثر من مئة غرفة نوم والعدد يتناقص لدى البعض..أو يزيد.. مهما كان عدد الأسرَة في هذه الغرف.. هل ينام المرء ليلته على أكثر من سرير...أبداً.. حتى لو فعل فلن يستريح. في النهاية يفترش التراب جسداً مسجى والروح تغدو إلى بارئها‏

من يملك العشرات من غرف الطعام، على كم مائدة يمكنه الجلوس عند تناوله طعامه. على الأغلب اثنتين أو ثلاثة مهما كان ترفاً في حياته. لطعامه وحلواه، وشايه. لم الغرف المغلقة. والآلاف لا يجدون ما يضعونه تحت أبدانهم عند جلوسهم.‏

من يملك العشرات من غرف الجلوس، ومئات المقاعد فيها.. هل يجلس في ليلته على أكثر من مقعد. في النهاية تأكله ديدان الأرض. حتى لو كان في تابوت من ذهب.. لن يجد مقعداً تحت الأرض، حتى لو ملك عروشاً من ذهب وفضة.‏

يحكمون بتيجان يزهون بها على الناس، وفي النهاية هم في كفن يساوي بينهم وبين فقراء حرموهم من أساسيات الحياة بطغيانهم. وكروشهم تكاد تفرقع من هول انتفاخ جشعهم. قد لا يملك ذاك الفقير ثمن الكفن فيتصدق له به أهل الخير. أو مكتب دفن الموتى. الذي يحملهم في النهاية بذات السيارة التي تحمل الفقير والغني. وقد يدفع أجرتها ميسور أو مستور. وفي أحسن الأحوال يُحْمل على ظهر سيارة إسعاف.‏

في الحياة غباء يرمي بعض البشر بدائه فيودي بهم إلى الهاوية، مبدداً أحلامهم التي تقضي عليهم. وهم لن يحملوا إلى حفرة النهاية سوى كفن، وذكراً سيئاً. ترامب الأرعن رغبة في ولاية ثانية، هاهو يفقد رصيده الانتخابي بسوء ما يفعل في سورية وما يغرد به ضد المرأة، والعنصرية التي يتباهى بها. وتآمره لأجل أصوات مزيفة.‏

المحطة الإيطالية التي لم يُسْمح لها بث لقاء السيد الرئيس بشار الأسد، خشية الكثير من الشفافية التي تحدث بها. أصبح قرارها بمثابة ترويج لصالح سورية ورئيسها. باستقطاب مشاهدين أضعاف ما كان سيكون عليه العدد لو بثت بوقتها المقرر.‏

أردوغان الذي يغزو الأرض السورية، ما الذي سيناله غير مقتل مرتزقته. وسينال من أهليهم السخط والعداء، وتزداد معارضته في الداخل وفقدانه لمؤيديه يوماً بعد يوم. لأن حربه عدوانية. وفي النهاية لن يذكره التاريخ إلا بالسوء كأجداده العثمانيين‏

سورية التي تدافع عن أرضها وسيادتها، تدافع عن السلام والأمن والأمان اللذين سلبا منها في مؤامرة طالت حياة مواطنيها، طيلة سنوات الحرب التي كلما أحرزت فيها نصراً على أعدائها الإرهابيين وحاضنيهم. ضيقوا عليها في لقمة أبنائها.‏

في النهاية ماذا سيحمل أردوغان وأعداء سورية غير الخزي والعار. ماذا سيحمل صهاينة الأرض المحتلة ونتنياهو الغارق بالفساد، بعد أن يرحل عن منصبه إلا الهزيمة وسخط من كان يحتمي بغبائهم عندما يتلاشى وتظهر حقيقته المزيفة لهم.‏

ماذا سيحمل تجار الدولار المغمس بجوع الأطفال الأبرياء. ولصوص البلد الذين ما بخل الوطن يوماً بتعليمهم والحفاظ على صحتهم وذويهم، وتأمين خبزهم وقوت عيالهم. كيف سيواجهون من كشفوا ستر حياتهم، وهدموا عفة أنفسهم عن السؤال.‏

ماذا سيأخذ من بددوا حياتهم بنهب الشعب السوري وملؤوا مصارف لبنان بأموالهم التي ذهبت أدراج الرياح بما طال لبنان مؤخراً. وأكداس الدولارات التي ملأت خزائن مصارف أمريكا وأوربا باسم تيجان الخليج ولصوص الشعب العربي.‏

ماذا سيأخذ كل هؤلاء إلى آخر منازلهم في الدنيا حيث لا ترف ولا خزائن، لا مال ولا بنون..أين كنوز الفراعنة بعد أن حنطوا أجسادهم.. وناموا في أهراماتهم.على أمل العودة. أصبح كل ذلك متاحف للرواد. كل هؤلاء ببساطة رجال الهاوية..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية