يلهثون خلف التربح والربح، ويسابقون الزمن لمحاربتنا في أبسط مدخرات عيشنا ومقومات صمودنا.
هم بكل تأكيد أغمضوا عيونهم وأصموا آذانهم عن تلك الحقيقة الساطعة، حقيقة انتصارنا على وحوش الإرهاب، بفضل عزيمتنا وصمودنا، وكذلك بفضل إرادة الحياة التي تسري في دمائنا، والتي تنبض في كل ذرة من ذرات مشاعرنا وأجسادنا وأرواحنا، إنها حرب الإرادات حرب ما بعد الحرب، الحرب الاشرس والأكثر وحشية على مر التاريخ.
حاربونا بكل أنواع الأسلحة، واستخدموا أشرسها وأكثرها فتكاً ودماراً، لكننا واجهناهم بتضحيات وبطولات أبنائنا وشهدائنا البررة، واجهناهم بحبنا واصرارنا على الحياة، وانتصرنا عليهم وعلمنا العالم كله معنى التضحية والفداء والعطاء.
.. علمنا العالم كيف تكون البطولة والعزيمة، وكيف ينحني المستحيل إجلالاً وخضوعاً أمام قدسية الحياة، وأمام إصرارنا وإرادتنا على العيش بسلام وكرامة وحرية بعيداً عن قيود الاستعمار وأنيابه التي تَفترس وتُقطع فسيفساء الأوطان وشرايين الأرض والتاريخ والمستقبل.
هي الحرب لم تنته ولم تتوقف لحظة واحدة منذ أن بدأت.. ولكنها اليوم تكشف عن وجهها الابشع والاقذر على الاطلاق، حرب ضد لقمة العيش ورغيف الخبز وحليب الأطفال، حرب ضد إرادة الحياة التي واجهنا بها وحوش الإرهاب طيلة سنوات الوجع الماضية.
فلننتبه جيداً.. إنها استكمال لمخطط الحرب الذي سقط ولم ينجح في تحقيق غاياته في مراحله الأولى بالرغم من شراسته و وحشيته ودمويته التي طالت البشر والشجر والحجر، إنها حرب من الداخل، تكاد تكون من بين ظهرانينا ويشارك فيها وحوش الموت والدولار ولصوص الفرح والحياة الذين يحاولون قتل كل بارقة أمل تولد مع كل فجر وردي جديد تلون بدماء وتضحيات شهدائنا وأبطالنا، وأضيئ بانتصارات جيشنا الباسل في جبهات القتال.
فلينتبه البعض، خاصة أولئك الذين سارعوا الى خطف فرحنا، عندما جعلوه دريئة للتصويب من وحش الغلاء الذي كشر عن أنيابه محاولاً افتراس ما تبقى من أشلائنا!.
لن يسلبونا الفرح، ولن يقدروا على انتزاع البسمة من وجوه أطفالنا، حتى لو استطاعوا الولوج الى أرواحنا ودقائق حياتنا، وسنواجههم بإرادة الحياة وعزيمة اليقين بالنصر، وسنهزمهم بدماء شهدائنا وتضحيات جنودنا البواسل كما هزمنا من قبلهم كل من حاول النيل من كرامة وإرادة هذا الشعب الحر والحي والغني بأبنائه وشهدائه.