لنأخذ مثلاً لفظة رمس وجمعها روامس وتطلق على الطيور التي تطير في الليل،وعلى الدواب التي تخرج في الليل.
ومن هنا كان من الممكن أن يكتفي بلفظ روامس لفيلم ( طيور الظلام) الذي قام ببطولته عادل إمام وقصد به الإرهابيين الذين يقومون بعملياتهم تحت جنح الظلام.
وتبقى إشكالية حول لفظة رمس تثيرها هذه اللفظة الواردة في قصيدة الخنساء في رثاء صخر وقد فسرت في الكتب المدرسية القبر.
هنا يمكن ان نسأل لماذا قالت الخنساء رمسي ولم تقل قبري في قصيدتها الشهيرة برثاء أخيها صخر ،حيث قالت :
فــلا والله لا أنســاك حـتــى
أفــارق مهجتــي ويـشـق رمسـي
فقـد ودعــت يـوم فـراق صخر
أبـــي حســـان لذاتـــي وأنســـي
وهل فعلت الخنساء ذلك لضرورة الشعر ولاستقامة الحرف الأخير من البيت (الروي )؟.
يزول هذا اللبس عندما نعرف أن ثمة معنى ثالثا للرمس غير الدواب والطيور التي تخرج ليلا ، وهي رياح تغطي الآثار بما تثيره.
وهكذا يصبح المعنى الدقيق للرمس الواردة في قصيدة الخنساء القبر الذي يغطيه غبار الرياح فلا يكاد يعرف.