لقد كانت فكرة وجود قمرين للأرض إحدى الأفكار الأساسية في قصص وأفلام الخيال العلمي منذ عدة عقود. ولكن هذه الفكرة قد بزغت إلى الواقع مجدداً، خاصة وأن بعض الأبحاث قد اقترحت بأن الأرض ربما كان لها قمر آخر في الماضي البعيد، والذي ارتطم بالوجه البعيد للقمر الحالي مما أدى إلى الطبيعة الوعرة لسطح القمر المعاكس للأرض. ولكن ماذا لو كان للأرض قمران في الوقت الحالي فعلاً؟ كيف سيؤثر ذلك على الأرض والحياة عليها؟ ربما يؤدي ذلك إلى عدد من الظواهر المثيرة.
أولاً، سيؤدي الضوء القادم من الشمس والمنعكس عن القمرين معاً إلى سطح الأرض إلى ليال أكثر سطوعاً على الأرض. ونظراً لأن مداري القمرين سيكونان حتماً مختلفين فإن عدد الليالي المعتمة تماماً سيكون قليلاً. ويؤدي ذلك إلى تبدل نموذج نشاط الكائنات الحية، فالحيوانات والحشرات التي تنشط ليلاً سيكون عليها العمل لعدد أكبر من الأيام، كما أن الفرائس نفسها ستطور طرقاً أفضل للتخفي.
من ناحية أخرى فإن ارتفاع المد الناجم عن جاذبية هذين القمرين معاً سيؤدي إلى جعل الحياة قرب السواحل مستحيلة تقريباً، وذلك لأن الفرق بين المد العالي والجزر المنخفض سيصل إلى مئات الأمتار. وبذلك فإن مساحة سطح الأرض المسكونة ستصبح أقل. بالإضافة إلى ذلك فإن تصميم المرافئ سيختلف بشكل كبير، وذلك لكي يسمح بالتعامل مع مثل هذه التبدلات في مستوى ماء البحر.
وسيصبح هواة الفلك أكثر سعادة من الآن، وذلك لأن كلاً من حالات الخسوف القمري والكسوف الشمسي والاقترانات الكوكبية ستزداد. بل إنهم سيتمكنون من رصد ظاهرة جديدة، ألا وهي عبور أحد هذين القمرين أمام الآخر، وذلك لأن أحدهما سيكون أقرب إلى الأرض من القمر الآخر.
وأخيراً فإن هذين القمرين يمكن في وقت من الأوقات أن يرتطما معاً. وفي حال حدوث ذلك فإن الحطام المتولد عن الارتطام سيتساقط عبر الغلاف الجوي للأرض بشكل رهيب وربما يؤدي إلى انقراض عدد من الأحياء كما حدث حين انقرضت الديناصورات، والنتيجة النهائية هي أن الأرض سيكون لها قمر واحد، وسيبدأ نوع آخر من الحياة!