يومي الخميس والجمعة
كانا مسرحا للالاف من المواطنين الذين حملوا اغراض السيران ومتطلباته وانطلقوا الى الحدائق والمنتزهات في مدينة دمشق ينشدون الاستمتاع بدفء الربيع والوانه الزاهية التي لاتزال تتفتح شيئا فشيئا بعد موسم امطار خير جادت به السماء على ارضنا الطيبة.
وفي السطور القادمة اراء لعدد من المواطنين الذين التقتهم «الثورة» خلال تواجدها في مناطق قصدها هؤلاء المواطنون كحديقة تشرين وسفوح جبل قاسيون وبعض مناطق الربوة التي غصت بالعائلات الدمشقية وتلونت فضاءاتها بضحكات الاطفال.. الذين تنفسوا الصعداء بخروجهم الى الساحات الواسعة للعب والمرح.
في البداية التقينا عائلة السيد رضا الوتار التي افترشت الارض في حديقة تشرين وبدأت بتحضير عدة السيران ويقول رب العائلة السيد رضا: منذ الاسبوع الماضي عاودنا الخروج الى حديقة تشرين للاستمتاع بالدفء وضوء الشمس بعد شتاء طويل وبرد قاس .. الاولاد مستمتعون والناس كما ترون ملأت المكان ونحن ننتظر كذلك ثلاث عائلات اخرى من اقربائنا سيصلون بعد قليل ..نحن هنا اليوم ايضا لنعيد ليوم الجمعة القه بعد ان حاول المقامرون ان يجعلوا منه يوم رعب وارهاب بدل ان يكون يوم لقاء ومحبة وسلام ..لكنهم لن ينجحوا في ذلك والدليل هذه الاعداد الكبيرة من الناس التي حضرت ولم تعد تكترث بالاعلام الكاذب الذي حول سورية بأكاذيبه الى منطقة مدمرة تحتاج لمساعدات واغاثات انسانية وكأنها خرجت عن الآخر.. لكننا نقول لهم انتم لاتعرفون بعد من هم ابناء الشام ومن هم ابناء سورية والايام المقبلة ستثبت لهم ذلك.
اما الزوجة فاطمة فقد اعتبرت ان مايحدث ماهو الا لكسر ارادة الشعب السوري وتدمير احلامه واصرت على ان يوم الجمعة سيعود كما كان وسوف يبقى سيران يوم الجمعة بالنسبة لاهل الشام عادة الى الابد لن يستطيع اي احد تغييرها.
السيد محمد السمان اختار ان يقوم باعداد الشاي والاركيلة فيما اختارت الزوجة ام احمد ان تحضر ماجلبته من طعام من البيت وعلى رأسه التبولة التي كانت قد قامت بتحضيرها سلفا في البيت ولم يبق الا اضافة الزيت والملح ولم تكن بعيدة عنها الفطائر والكبب التي تربعت فوق صحن كبير من الخس والليمون.
يقول السيد محمد السمان: نشكر الله هذا العام على نعمة الامطار الوفيرة التي اسبغها على بلادنا ونتمنى ان يكون الخير عميما هذا العام وان تخرج سورية الوطن من هذه الازمة المؤلمة لنا كسوريين ونحن نرى دماء ابناءالوطن تسيل على ارضنا الطاهرة .. ندعو الله ان يعيد الامن والامان لهذا الوطن وان يهدي من ضل طريق الحق من ابنائه واعادته الى جادة الصواب لان الكثير من هؤلاء الشباب قد غرر بهم وهم في اعمار صغيرة لاتسمح لهم باستيعاب مايجري او فهم ماهية اهداف أولئك المتآمرين. ويضيف السيد محمد الاجواء اليوم جميلة وندعو الجميع الى الخروج والتنزه والتمتع مع الاخوة في الوطن كما كنا سابقا متناسيين اي احقاد او ضغائن .
السيد عماد الصاوي: انا من مصر لكنني احب سورية كوطني الحقيقي واعتبرها الحضن الدافئ لكل عربي ويؤسفني مواقف العرب المتخاذلة من القضية السورية إلا انني مؤمن تماما بأن الحق سيعود لاصحابه وسورية ستخرج من ازمتها وترد كيد المعتدين .. جئت اليوم الى حديقة تشرين مع مجموعة من الاصدقاء السودانيين والسوريين للتمتع بالدفء وجمال المكان فسورية بلد رائع الجمال وتستحق كل المحبة والخير.
فيما اختار ابو زاهر مكانا بعيدا عن عائلته ليدخن النرجيلة ويستمع للاخبار عبر مذياع صغير وضعه بالقرب منه.. يقول ابو زاهر لااريد اكثر من ذلك .. انظروا الى هذه الامكنة الجميلة وجمال هذه الطبيعة التي حبانا الله بها .. لاأجمل من هذه الصورة فلماذا يريدون تشويهها؟