وتتكون أفكار سلبية عند بعض الأطفال عن أبيهم (مخيف وقاس).
إذاً: القبلة، الحب، الغذاء، اللباس، مشاهدة برامجهم الاستيقاظ مع الصغار ليلاً، متابعة دروس الكبار و.. و.. مهمة الأم والأب للإرشاد وتوفير الاحتياجات المادية. حتى المقالات والبرامج والندوات كلها تتوجه بالخطاب إلى الأم ما يؤكد في عرف المجتمع رجاله ونسائه ويعزز في وعيهم أن المرأة هي المعنية وخاصة في الأشهر والسنوات الأولى.
يشير أحد التقارير الميدانية الصادرة عن منظمة اليونيسيف أن الآباء يحصرون مفهوم التربية في ثلاثية الضبط والإرشاد والأخلاق والشواهد المنقولة على ألسنة الآباء تشير بشكل واضح إلى أن مفهوم التربية يتعرض لعملية اختزال وحصر، من مفهوم شمولي يتضمن التربية والنماء ومراقبة التطور للجوانب المتعددة لشخصية الطفل إلى مفهوم جزئي يحصر التربية في التهذيب وتعليم السلوك المقبول اجتماعياً.
إلا أن تقارير أخرى توثيقية لورشات تم عقدها للآباء تشير إلى أن هذا المفهوم قد يأخذ أشكالاً أكثر مرونة عندما يتم إجراء تدخلات مع الآباء، الذين انحصرت معرفتهم باحتياجات الأطفال الصغار في الجانب الصحي، وأهمية التغذية، وتوفير الاحتياجات المادية في حين الإشارة إلى التنمية الإدراكية والانفعالية والاجتماعية كانت محدودة جداً. وفي الوقت الذي تظهر فيه الحاجة لتطوير معارف الآباء حول الأطفال والبداية المبكرة، فإن هناك حاجة لا تقل أهمية أيضاً لشد الانتباه إلى أهمية دورهم منذ الحمل وليس فقط منذ الولادة، فالسؤال عن دور الأب في مرحلة الحمل والولادة والأشهر الأولى، يواجه غالباً بعلامات تعجب.
في حين أن مشاركات وفيما يخص دور الأم في نقل المعرفة للأب أكدت أن هذه القضية غير مهمة لأن دور الأب محدود، وربما لذلك علاقة بفهمهن أن العناية بالأطفال مهمة نسوية، ومن هنا لابد من أخذ القضية على محمل الجد والتفكير بآليات لتدريب المشاركات على أن يكن فاعلات إيجابياً في نقل المعارف إلى أزواجهن.
توصيات..
لا تكن من بين أولئك الآباء الذين لا يكترثون لأهمية هذه العلاقة مع أطفالهم بدعوى أنهم منشغلون عنهم بمشاغل الحياة التي لا تنتهي، وحجتهم أنهم يسعون لتوفير متطلبات الحياة لأفراد أسرتهم، وهنا نقول لهؤلاء:
أيها الآباء الوجبة ناقصة والرعاية مبسترة فما زال هناك خواء روحي ومعنوي وفكري، اعط ما تستطيع من الوقت لأطفالك، خصصه تماماً لهم، ولو كان وقتاً قصيراً، المهم أن يكون وقتاً غنياً مملوءاً بالتفاعل والتعاطف، جاذبهم أطراف الحديث، سامرهم، دعهم يرونك أباً حنوناً، مرحاً، محباً، داعماً قوياً، كن صادقاً في اللقاء معهم والحديث إليهم.