يقع الكتاب في 650 صفحة تقريباً ويتضمن العديد من الفصول المتنوعة نذكر منها: الوجودية فلسفة التساؤلات المتجددة، خوارزميات الوجودية، الوجودية في الحضارات القديمة، أجيال فلاسفة الوجودية في الغرب، الوجودية في الفكر العربي المعاصر، الوجودية والجدل حول الثنائيات...الخ
وجاء على الغلاف: لأننا نحن العرب، أمة وشعباً، ذات جمعيّة عجزت استجابتها عن مجابهة تحديات الداخل فيما بين ظهرانينا، وبخاصة التخلف بثالوث أثافيه السوداء، الجهل، الفقر، المرض، وعن مجابهة تحديات الخارج الآخر المتمثلة في اغتصاب الأرض، وامتهان الكرامة والعرض وسلب السيادة ونهب الثروة، هذا الواقع الوجودي العربي الجمعي الذي ينحدر بدرجة متسارعة منزلقاً نحو الهاوية التي لا قرار لها بطريقة تخرج عن مألوف التطور ومعقول السيرورة والتصيّر، حالة ساهم في خلقها تضافر عوامل تاريخية وتراكم مشكلات اجتماعية وتعقيدات سياسية جعلت منا آخر الأمم والشعوب في سلم الحضارة المعاصرة، بعد أن كنا من أوائل بناتها، لهذا تحولنا بفعل العوامل المذكورة عن فاعليتنا التاريخية إلى عدمية وجودية.
إزاء هذا الواقع الوجودي الآيل، إن استمر على هذا المنوال إلى الزوال، ألا يحق للفكر والأدب العربي المعاصرين اتخاذ الوجودية بوصفها فلسفة وجّهت اهتماماتها للوجود الإنساني كوليجة للخلاص من حالة الاسترخاء الفكري والوهن الفعلي والاستلاب الإرادي، والاغتراب النفسي على ألّا يفهم من هذه الدعوة أننا نرى في الوجودية مبضع الجراح وبلسم الأوجاع الوحيد لأوضاعنا المتردية الراهنة ومع ذلك تبقى طريقة فكر وأسلوباً إبداعياً من أميز المناهج التي تعري سوءة الواقع وعورة الأنظمة.