وفي هذه المرحلة أرسم من خلال العاطفة دون تفكير بأي شيء من الواقع. حتى أحصل في هذه المرحلة على خامة لونية مجردة من أي تفاصيل، وفي هذه المرحلة الثانية يتدخل العقل ليعبر عن الأحاسيس بطريقة من خلال ضبط اللوحة في تشكيل يتناسب مع قيم الجمال والأخلاق من منظوري الخاص...
هذا ما علق عليه الفنان عارف نجدت عبد الله خلال افتتاح معرضه الفني الذي جاء بانوراما لعدة معارض سابقة له فكانت تجربة قام بها الفنان للتوصل إلى مفهوم الجمال، فتجلى هذا البحث من خلال المثابرة بهذه التجارب التي قد تتنوع وتتعدد حتى تستقر على المنهج الذي يتناسب مع شخصيته الفنية، وأضاف...
تجربتي التي طرحتها في معرض أثر الفراشة كان نتيجة تجربة مررت بها خلال الفترة الأخيرة، وكانت عبارة عن مجموعة دراسات قمت بها لأخوض تجربتي مع اللون بحرية مطلقة دون التقيد بموضوع أو فكرة، وأعتبر كل مجموعة من هذه الدراسات تمثل خطاً أو طريقاً قد أسير من خلاله نحو فكرة أريد تجسيدها. وهذه الدراسات هي نموذج أو عدة نماذج تحضيرية لعمل جديد أقوم بالتحضير له حالياً وقد يكون هذا معرضي القادم. تشكل بالنسبة لي نقطة بداية، ومن خلال هذا البحث الذي لا يتوقف عن الجمال من منظوري الخاص بدايةً، والجمال من المفهوم العام نهايةً.
الأعمال تعبيرية تجريدية وثّقت بها تجربتي مع الألوان ومعالجتها على سطح اللوحة.. تتنوع الأعمال من حيث الموضوع حيث نرى بعضها تجريدية بحتة والبعض الآخر تعبيرية تجريدية وبعضها تعبيرية.
أحب التعبيرية لأنها توثيق لمضمون الشيء من خلال ما أحسَ به تجاه هذا الشيء. وأحب في التجديد كونه جزءاً حقيقياً من تفاصيل الواقع، فعندما نأخذ جزءاً جميلاً من أي كتلة صخور، نجد فيه التجديد، وعندما نأخذ جزءاً جميلاً من مجموعة غيوم متراصفة في السماء فإنه تجريد.
عندما أرسم أترك للألوان حرية اختيار مواقعها على اللوحة وأترك للوحة اختيار ما تريده من ألوان على سطحها. وهذا كله من خلال الحالة التي أرسم بها، وقد يدخل الفنان في حالة من الانفصال عن العالم الخارجي أثناء تعامله مع الألوان. وفي هذه المرحلة أرسم من خلال العاطفة دون تفكير بأي شيء من الواقع. حتى أحصل في هذه المرحلة على خامة لونية مجردة من أي تفاصيل، وفي هذه المرحلة الثانية يتدخل العقل ليعبر عن الأحاسيس بطريقة من خلال ضبط اللوحة في تشكيل يتناسب مع قيم الجمال والأخلاق من منظوري الخاص.
هذه ببساطة طريقة عملي في اللوحة، مرحلة الانفصال عن الواقع ومرحلة تدخل العقل لإظهار الشكل العام للوحة، الذي يعبر عن أحاسيسي الخاصة والموجودة أصلاً في اللاوعي الشخصي لدي...
بقي ان نذكر... عارف نجدت عبد الله هو من مواليد السقيلبية 1985، خريج كلية الفنون الجميلة - حلب 2010،مدرّس في كلية الفنون الجميلة - حلب 2010، مدرّس في مركز تشرين للفنون الجميلة – حلب.