وربما العربية في سياق مخطط غربي استعماري يرمي لتفتيت الدول العربية لم تجد فيه الجامعة العربية المختطفة من مشيخات الخليج حدثا أو تطورا خطيرا يستوجب حتى ولو اصدار بيان شكلي، كالعادة يدعو الليبيين إلى الحفاظ على سيادة بلادهم ومنع تقسيمها.
المستقبل السوداوي لليبيا ذلك البلد العربي الذي سلمته الجامعة العربية لحلف الناتو من أجل قتل أبنائه واغتصاب ثرواته وتقسيم أراضيه لخصه مندوب المجلس الانتقالي الليبي لدى الامم المتحدة عبد الرحمن شلقم في تصريحات تلفزيونية أمس بالقول.. ان ليبيا عبارة عن هلام بلا عظام والجسد الاداري للدولة غير موجود والمجلس الانتقالي الليبي لا يدير دولة وانما يدير أزمة فقط في اعتراف صريح بأن شكل الدولة الليبية غير محدد وان حكام ليبيا الجدد ينتظرون التعليمات والاوامر من واشنطن وعواصم الغرب لتحديد شكل دولتهم القادمة.
واذا كانت الجامعة العربية ودول الناتو التي شنت عدوانا على الاراضي الليبية ذهب ضحيته عشرات الالاف لخلق الارضية لنشر الديمقراطية عبر انتخابات ديمقراطية فان رجالات الناتو في ليبيا يرون أن جميع الظروف تؤكد استحالة اجراء هكذا انتخابات في المدى المنظور وهو ما عبر عنه شلقم في تصريحاته أمس بالقول ان جميع الظروف الموضوعية لاجراء الانتخابات في حزيران القادم غير موجودة وذلك بعد أسابيع قليلة على اعتراف رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي السابق محمود جبريل بأن ليبيا في موقف لا دولة فيه ولا جيش وطنيا ولا جهاز للشرطة أو الامن وأن الجماعات المسلحة المنتشرة في معظم المدن لها اليد العليا في ليبيا.
وأمام صمت الجامعة العربية ازاء تدهور الاوضاع في ليبيا وظهور مخططات غربية لتقسيمها إلى دويلات خرج رئيس المجلس الوطني الانتقالي ليهدد باستخدام القوة لمنع التقسيم معترفا في الوقت نفسه بأن المعطيات التي استند اليها دعاة الفيدرالية موجودة على أرض الواقع متناسيا أنه وزملاءه من أعضاء المجلس الانتقالي هم من خلقوا هذه المعطيات عندما دعوا الناتو إلى التدخل في بلادهم ما أودى بها إلى كارثة دفع ثمنها الليبيون أكثر من 130 الف قتيل تمهيدا لتقسيم ليبيا إلى مستعمرات أمريكية تحت تسميات ممالك او امارات او فيدراليات على شاكلة المشيخات النفطية في الخليج.
هذه التطورات الخطيرة التي تؤكد كذب ادعاءات الدول الغربية للتدخل في ليبيا بذريعة نشر الديمقراطية والحرية يبقي الليبيون الذين انتهك الغرب بلادهم لوحدهم في مواجهة مستقبل مجهول معلوم تنفذه أذرع الناتو لتقسيم ليبيا إلى خمسة أقاليم هي برقة وطرابلس ومصراتة وجبل نفوسة وفزان الذي يفتح الطريق واسعا أمام تنفيذ مخطط الشرق الاوسط الجديد الرامي إلى تقسيم الوطن العربي إلى كانتونات طائفية وعرقية.
ويرى مراقبون أن صمت الجامعة العربية ازاء تقسيم ليبيا يؤكد أن قرارات الجامعة بخصوص ليبيا هي خيانة للقضية العربية لاسيما أنها سلمت بلدا عربيا لقوى اجنبية حتى لا يتبقى له قدرة لامتلاك مصدر من مصادر القوة يمكن ان يستعملها سعيا لصون سيادته بشكل فعلي وتحقيق استقلاله الحقيقي بعيدا عن أكذوبات الاستقلال الشكلي التي تتغنى بها مستعمرات اميركا في الخليج.
وفي المحصلة وأمام فشل الرهان على منظومة الانظمة الاعرابية المتحلقة اليوم في جامعة يديرها برنار هنري ليفي الصهيوني وجيفري فيلتمان الاميركي ومدير مشاريعها صاحب قصر في اسرائيل يبقى الامل معقودا على الشعوب العربية لاستنقاذ ما سقط وحماية ما تبقى وتصحيح اتجاه البوصلة لحماية الحقوق والمكتسبات العربية.
في غضون ذلك ذكر محمود جبريل رئيس المجلس التنفيذي في ليبيا سابقا في مقابلة مع قناة «أحفاد المختار» الليبية، بعض الاسرار حول خطة تحرير طرابلس، كان من ضمنها ان اللجنة الامنية التي شكلت في غرفة العمليات في «جربة» قبل تحرير طرابلس، أبرمت خطة وتم الاتفاق عليها من قبل بريطانيا وفرنسا وايطاليا وبعض الخبراء في دولة قطر والامارات العربية المتحدة، وقضت بان تتسلم اللجنة ثلاث كتائب من داخل طرابلس وسبع كتائب من خارجها من ابناء طرابلس المدربين في الجبل الغربي، وذلك لتأمين كل المرافق الحيوية في مدينة طرابلس بعد تحريرها.
واشار جبريل الى انه اثناء الاجتماع الذي جمعه والدكتور علي التربوني مع قادة هذه الكتائب في مدينة طرابلس يوم 26/8/2011 دخل عليهم احد قادة الكتائب الذي كان غائبا عن الاجتماع وهو عبد الحكيم بلحاج يرافقه رئيس الاركان القطري من دون استئذان وعمل على افشال الاجتماع.
كما تم استجلاب واستدعاء حوالي 110 كتائب عسكرية من خارج طرابلس وعمت الفوضى ارجاء ليبيا وما زالت مستمرة حتى وقتنا الحالي.