ودعوات تسليح المعارضة التي شكلت عبر عام كامل محور العمل السياسي والامني للعدوان الثلاثي الشيطاني بين مشيخات النفط والتيارات الاصولية والغرب الاستعماري في محاولاتهم المستميتة لاستهداف سورية كبوابة لتفتيت المنطقة.
فعندما تصدر دعوات لاغاثة الشعب السوري من عواصم عربية وغربية قامت خلال عام كامل بفرض اشد انواع الحصار الاقتصادي على سورية شمل كل شيء سوى السلاح الذي بقي يتدفق للمجموعات الارهابية المسلحة فان حقيقة هذه الدعوات المشبوهة تصبح مكشوفة فهي نظرا لمصدرها وتوقيتها تشكل وسيلة التفافية لاختراق السيادة السورية العصية فمن يدعي الحرص على السوريين عليه الا يمنع عنهم حليب الاطفال والادوية المستوردة وان يسمح لصوتهم بالوصول الى العالم بدل ان يعاقب وسائل الاعلام الوطنية لمجرد نقلها الحقيقة.
وتجنبا للحرج لجأت الولايات المتحدة المحاصرة بحقيقة وقوف تنظيم القاعدة والتنظيمات الاصولية وراء ما تشهده سورية من احداث دامية الى الذريعة الانسانية لتقديم المساعدة للمعارضة المسلحة وخصصت حسب ليون بانيتا وزير الدفاع بقيمة 10 ملايين دولار تشبه تلك التي قدمت للمعارضة الليبية حسب بانيتا نفسه.
ولم يبق بانيتا الحقيقة سرا عندما طلب مناقشة تفاصيل المساعدة في جلسة سرية للكونغرس فالغذاء والدواء اللذان تحدث عنهما ليس فيهما ما يدعو للمناقشة السرية ولذلك علينا ان نتوقع وصول هذه المساعدات على شكل بنادق ومناظير ليلية وقنابل ولنا في التجارب السابقة عبرة فالمساعدات الاميركية بدات تصل للمعارضة السورية منذ عام 2006 حسب وثائق ويكليكس المنشورة في صحيفة واشنطن بوست ولم يكن هناك ازمة انسانية في سورية الا ان هذه المساعدات ظهرت مؤخرا في ايدي المسلحين لتعمل قتلا وارهابا في انحاء سورية.
ولان الولايات المتحدة ليست وحدها في الجبهة المعادية لسورية فان باقي الشركاء في سفك الدم السوري كانوا ايضا جاهزين للمساعدة الانسانية على طريقتهم اذ انبرت حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا عبر رئيسها رجب طيب اردوغان لتبشير السوريين بالعون وهي التي كانت اول من هدد سورية بالعقوبات الاقتصادية ليقف اردوغان قبل ايام امام البرلمان ويتباكى على الاوضاع الانسانية في سورية ويرسم صورة مأساوية للوضع استنادا الى تقارير فبركها صحفيو الاستخبارات الامريكية والفرنسية الذين استضافهم الارهابيون في حمص وقدموا لهم خبرتهم في العمل الانساني.
ويرى خبراء في الشان الاقتصادي السياسي ان اي ترد للوضع الانساني في سورية سببه العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها ولكن الشعب السوري عاد لخزائنه المليئة بخيرات ارضه ليجد فيها بديلا وطنيا نظيفا من الاذلال السياسي عن كل ما حاول الغرب واتباعه حرمانه منه مشيرين الى ان من يتجول في الاسواق والمستشفيات السورية يدرك تماما ان بلدا ياكل مما يزرع ويلبس مما ينسج ويستطب في مشافيه الوطنية ليس بحاجة لسماسرة السياسة كي يقدموا له المعونة الانسانية.
ولا ادل على حقيقة قدرة سورية على تامين مستلزماتها بالاعتماد على نفسها مما جرى خلال السنوات الاخيرة اذ ان السوريين استقبلوا في بيوتهم نحو ميلوني مواطن عراقي هجرهم الاحتلال الامريكي وتقاسموا معهم اسرة مشافيهم ومقاعد مدارسهم واعادوا الكرة مع الاشقاء اللبنانيين لتبقي التجربة الفلسطينية الاكثر حضورا في الاذهان اذ ان نحو 600 الف لاجىء فلسطيني يعيشون في سورية منذ عقود ويشتركون مع المواطنين السوريين بكل شيء.
ويتساءل مراقبون لماذا لم تبادر الدول التي تدعي الحرص على الانسان لمساعدة سورية عندما كانت تستقبل ملايين اللاجئين ولماذا رفضت تركيا ودول الخليج دخول المهجرين العراقيين الى اراضيها إبان الاحتلال الامريكي واين كانت انسانيتهم حينها.
وكعادتها فان معارضة الخارج بتياراتها واذرعها السياسية والعسكرية ترحب بكل شيء يأتيها من الغرب وتقابله بالثقة وتتلقفه بصدر رحب وتعمل على تسويقه اعلاميا من منابر العدوان على سورية حيث عبر رئيس مجلس اسطنبول عن ترحيبه بكل جهد دولي يقدم المساعدات للشعب السوري وهو الذي رحب سابقا بالضربة العسكرية والحظر الجوي والحصار الاقتصادي ومن المؤكد انه سيرحب باي شيء اذا ما أراد أسياده ذلك وهذا حال الاخرين في معارضة الخارج التي تتلقى المساعدات من واشنطن منذ عام 2006 على اقل تقدير.
وفي المحصلة فان التذرع بالمساعدة الانسانية بعد ممارسة كل انواع العدوان على سورية بما فيها احتضان الارهابيين وتزويدهم بالسلاح والمال والمعلومات الاستخبارية قبل ارسالهم لضرب امن سورية يسقط ورقة التوت الاخيرة عن عورات دعاة حقوق الانسان ومنتهكيها ويجعلها بلا غطاء يستر وجوههم القبيحة التي بات الشعب السوري يميزها بسهولة اعتمادا على المثل القائل الاناء ينضح بما فيه فلا يحق لمن قدموا للبشرية جرائم السادس من آيار ومجزرة البرلمان وغوانتانامو وابو غريب ان يتحدثوا عن حقوق الانسان امام من يحتضن الانسان ويكرمه ويحميه.