تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وانقشــع الضبـــاب

حدث وتعليق
السبت 10-3-2012
عائدة عم علي

الحراك السياسي والدبلوماسي الذي تشهده سورية لمعاينة الوقائع على الأرض بعيداً عن التضليل الإعلامي الذي بثته قنوات الفتنة هو تأكيد على أن سورية ترحب بأي مبادرة وجهود لحل الأزمة السورية مادامت هذه المبادرات ترفض التدخل

في شؤون سورية وتحترم سيادتها الوطنية واستقلال قرارها , ولاسيما بعد انكشاف وفضح مؤامرات حكام العار التي ارتدت إلى نحورهم بعد إحكام سورية قبضتها على الإرهاب المسلح المدعوم من عربان الخليج الذي يتقهقر أمام قوة الشعب والجيش السوري .‏

فدعوة كوفي عنان مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة الذي يزور سورية اليوم المعارضة للتعاون لحل الأزمة وصولاً إلى تسوية سياسية ورفضه المطلق لأي تدخل خارجي وتحذيراته من الحسابات الخاطئة على الوضع في سورية وآثارها على المنطقة مروراً بدعوة كل الأطراف إلى الحوار الشامل وتسريع عملية الإصلاح التي انطلقت في سورية ما هو إلا دليل على قناعته أن حجم تشويه الحقائق التي تتعرض له سورية من واشنطن والغرب والعربان بات أكثر وضوحاً ومايؤكد ذلك أيضاً رفض وزير الخارجية المصري تسليح المعارضة السورية والتأكيد على الحوار الوطني وعدم تدويل القضية في نقلة نوعية للموقف المصري على مسار الملف السوري .‏

سورية التي دأبت على الترحيب المستمر بالوفود التي ترغب بزيارتها لم تتردد يوماً قبول أي مبادرة ولا سيّما أن هؤلاء يشكلون منعطفاً في مجريات الأحداث على الساحة السورية للوصول إلى حل سياسي للأزمة , عبر الحوار السياسي وهذا بالطبع لم يرق لأمريكا وحلفائها في المنطقة , فكلما فتحت سورية أبوابها أمام البعثات الدولية والغربية والإقليمية وتبدي تعاونها مع أي حل للأزمة بعيداً عن الإملاء والشروط سارعت واشنطن وحلفاؤها إلى تصعيد الأجواء من خلال الدعوات المستمرة لتسليح المعارضة والجماعات الإرهابية بذريعة الحرص على دماء السوريين واحترام حقوق الإنسان مرورا بالعقوبات ضد الإعلام والتي تشكل دليلاً صارخاً على السياسة الأمريكية التي تضرب بعرض الحائط مرتكزات الحرية والديمقراطية .‏

لا شك أن العد العكسي لهذا الحلف الشيطاني الذي يعصف به مناخ الخيبة والفشل وأدواته الإقليمية والعربية بدأ يحصد خيبة هزيمته فكل المزاعم والأكاذيب عن الديمقراطية واحترام حقوق الرأي والتعبير تسقط اليوم أمام من يجاهر ويرفض الإذعان والهيمنة لأن أدواته لا تعكس إلا الإفلاس الكامل أمام إرادة الشعب السوري المقاوم لمخططات الهيمنة التي انهزمت في الميدان بعد انقشاع الضباب على مشهد الأحداث في سورية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية