عن أعمال التهويد والتهجير وسلب الأراضي والاعتداء على المقدسات تصريحات القرضاوي ليست دعوة الى التطبيع مع الكيان المحتل وحسب بل تهدف الى الاعتراف به عدا أنها تدعو الى إثارة الغرائز في العالم الإسلامي والعربي، ضمن هذه المعطيات استهجن وزير الاوقاف الفلسطيني محمود الهباش أمس الفتوى التي اطلقها مؤخرا يوسف القرضاوي بتحريم زيارة مدينة القدس المحتلة واصفا هذه الفتوى بانها مخالفة للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وقال الهباش لوكالة الصحافة الفرنسية ان القرضاوي جاء بفتوى غريبة ومريبة لم يسبق ان أفتى بها أحد من علماء المسلمين من قبل وعلى مر التاريخ رغم ان القدس كانت محتلة على فترات مختلفة.
ورأى الهباش ان الفتوى لا تخدم الا السياسة الاسرائيلية التي تهدف لعزل القدس وتهويدها وافراغها من اهلها الفلسطينيين العرب المسلمين والمسيحيين معتبرا ان زيارة القدس كزيارة السجين وليست تطبيعا مع السجان بل هي لدعم الشعب الفلسطيني ورفع معنوياته ومنفعة اقتصادية من اجل صموده.
واوضح الهباش انه لم يسبق لاي فقيه مسلم ان افتي ضد زيارة القدس حتى في زمن الاحتلال الصليبي الذي استمر 90 عاما مطالبا اياه بالتراجع عن فتواه.
مسجد يحول إلى متحف
من جانب آخر استنكر مركز «عدالة» بتحويل المسجد الكبير في مدينة بئر السبع جنوب الأراضي المحتلة عام 1948 إلى متحف يحتوي على تماثيل بلباس عسكري قديم وصور لمبان حكومية، معتبرا أن ذلك مناف لقرار المحكمة العليا الصادر في حزيران العام الماضي.
وقال المركز في بيان صحفي يفاجأ كل من يزور مبنى المسجد هذه الأيام بأن بهو المسجد وحيطانه قد غطيت بصور لمبان حكومية وتماثيل بلباس عسكري قديم، بدلًا من تحويله إلى متحف للثقافة الإسلامية كما ينص قرار المحكمة العليا.
وأشار إلى أن معروضات المتحف لا تمت بأي صلة للثقافة الإسلامية. علاوة على ذلك فإن المنشورات و«الفيلم الوثائقي» القصير الذي يعرض باستمرار داخل مبنى المسجد يغيب أي ذكر أن المبنى هو عبارة عن مسجد اعتاد الناس الصلاة والتعبد فيه، وتعتبر المسجد «مبنى تركياً قديماً».
ميدانياً اغتالت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس الامين العام للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي والقيادي بالالوية محمود احمد حنني فيما أصيب شخص ثالث بجراح بالغة الخطورة.
وقالت وكالة الصحافة الفلسطينية صفا ان الاحتلال الاسرائيلي استهدف سيارة من نوع اوبل كانت تسير على طريق حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة.
بدوره قال ناطق باسم لجان المقاومة الشعبية أبو مجاهد للوكالة ان القصف أسفر عن استشهاد الامين العام للالوية مشيرا إلى أن حنني يعد أحد أبرز قادة الالوية. وأضاف أبو مجاهد أن الالوية في حل من أمرها وسيكون ردها مفتوحا على جريمة الاحتلال الاخيرة.
وأكد الناطق باسم الاسعاف والطوارئ جثماني الشهيدين واصابة بالغة الخطورة لمستشفى الشفاء بغزة. كما استشهد فلسطينيان وأصيب اخر بجروح خطرة اثر قصف قوات الاحتلال الاسرائيلية لسيارة مدنية في منطقة تل الهوي جنوب قطاع غزة.
وذكرت وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية وفا ان طائرة استطلاع اسرائيلية استهدفت السيارة بالقرب من دوار المالية في حي تل الهوى بغزة ما أدى لسقوط شهيدين واصابة اخر بجروح خطيرة.
فيما هرعت سيارات الإسعاف الى مكان الحادث حيث تم نقل الشهيدين والمصاب الى أحد مستشفيات مدينة غزة. كما استشهد فلسطينيان في غارة جديدة شنتها طائرات الاستطلاع الإسرائيلية على حي الشجاعية شرق غزة بعد ساعات قليلة من اغيتال القيسي وأحد قادة لجان المقاومة.
وفي الضفة الغربية أصيب عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الاجانب بينهم صحفي بجروح وحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع جراء اعتداء قوات الاحتلال الاسرائيلي على المظاهرات الاسبوعية السلمية المناهضة لجدار الفصل العنصري والاستيطان في قرى الضفة الغربية حيث أطلق جنود الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية باتجاه المشاركين في مظاهرة بلعين الاسبوعية التي دعت اليها اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في القرية ما أدي الى اصابة عدد من الشبان الفلسطينيين بينهم عبد الله ياسين البالغ من العمر 18عاما برصاصة معدنية وكذلك عيد خطيب 18عاما.
وأكدت اللجنة الشعبية في بيان لها تضامنها مع الاسيرة هناء شلبي التي تخوض اضرابا عن الطعام لليوم الثالث والعشرين على التوالي ضد سياسة الاعتقال الاداري التي ابتدعها الاحتلال الاسرائيلي محملة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الاسيرة ودعت مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الانسانية والحقوقية المحلية والدولية الى التدخل الفوري لانقاذ حياتها والزام حكومة الاحتلال بالافراج عنها وجميع الأسرى والغاء سياسة الاعتقال الاداري ووقف الانتهاكات بحق الأسرى.
وفي بيت لحم اصيب صحفي فلسطيني خلال اعتداء قوات الاحتلال على مظاهرة المعصرة الاسبوعية المنددة بجدار الفصل العنصري والتوسع الاستيطاني كما اعتقلت فلسطينيا ومتضامنا اجنبيا.
وقال الناطق الاعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في بيت لحم محمد بريجية.. ان قوات الاحتلال منعت المشاركين من التقدم والوصول الى مكان اقامة الجدار وقمعتهم ما ادى الى اصابة الصحفي سامر حمد برضوض نتيجة الاعتداء عليه كما اعتقلت فلسطينيا يدعى رأفت علاء الدين 24 عاما ومتضامنا اجنبيا.
وفي سياق متصل اعتدت قوات الاحتلال على مظاهرة سلمية نظمها أهالى قرية بيت دجن شرق نابلس احتجاجا على اغلاق الشارع الرئيس المؤدي للقرية كما اعتقلت مواطنا فلسطينيا ومتضامنا خلال المسيرة.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس ان مواجهات جرت بين المشاركين بالمظاهرة وجنود الاحتلال بعدما توجه أهالي القرية الى الشارع الرئيس الذي أغلقته قوات الاحتلال عند مدخل القرية فيما باشر جنود الاحتلال باطلاق الغاز المسيل للدموع تجاههم لافتا الى مواجهات أخرى جرت صباح أمس بين جنود الاحتلال وشبان من قرية قصرة جنوب نابلس حاولوا التصدي لهم بعد محاولة مستوطنين اقتحام شرق القرية.
من جهة اخرى اعتدت مجموعة من المستوطنين على ثلاث متضامنات أجنبيات وسرقت كاميراتهن وذلك خلال قيامهن بجولة في شارع الشهداء بالخليل لمراقبة ورصد انتهاكات المستوطنين وجيش الاحتلال الاسرائيلي بالتنسيق مع تجمع شباب ضد الاستيطان.
بدورها قالت منسقة حركة التضامن الدولية في الخليل/بيج.. ان الاعتداء علينا حدث أمام الجنود الاسرائيليون على نقطة التفتيش المقابلة لمستوطنة بيت هداسا في شارع الشهداء.
من جانبه قال مؤسس حركة التضامن الدولية في الخليل المهندس عيسي عمرو ان هذا الاعتداء دليل يوضح التكامل السافر بالادوار بين الجيش الاسرائيلي والمستوطنين ويضع نقطة سوداء أخرى في تاريخ المستوطنين في الخليل.
المستوطنون يقتلعون أشجار الزيتون
من جانب آخر أقدمت عصابات المستوطنين الاسرائيليين على اقتلاع واتلاف اكثر من 80 شجرة زيتون مثمرة تعود ملكيتها للفلسطيني محمد جبريل في منطقة الظهرات القريبة من قرية بيت ايلو غرب رام الله في خطوة جديدة تؤكد استمرار هذه العصابات باستفزازاتها العدوانية بحق الفلسطينيين وسط تغطية لقوات الاحتلال، وهذا الاعتداء يأتي ضمن سلسلة الاعتداءات المستمرة التي ينفذها المستوطنون على أرضه تحت جنح الظلام مشيرا الى أنهم قاموا بتكسير أشجار زيتون معمرة وسبق أن قاموا باقتلاع هذه الاشجار من جذورها.
وفي مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة قطع مستوطنون اسرائيليون اربعين شجرة زيتون في قرية قريوت جنوب المدينة.
هذا وتتعرض القرى والبلدات الفلسطينية القريبة من المستوطنات الاسرائيلية الى هجمات متكررة من قبل المستوطنين بحماية قوات الاحتلال بهدف الضغط على المزارعين الفلسطينيين لترك اراضيهم.