ويمكن التوقف عند هذين الملفين الواسعين بعرض سريع لأهم ما قدمته الفصلية.
في الملف المخصص للحديث عن عدوان, نتوقف عند حوار أجرته الزميلة أمينة عباس مع الراحل, والحوار كما تقول: ليس حصيلة جلسة واحدة مع الراحل, بل هو حصيلة أكثر من جلسة على مدى السنوات الثلاث الأخيرة أي قبل مرحلة المرض وبعدها..
من الأسئلة الهامة التي وجهتها الى الراحل أسألك أولاً: هل صحيح أن المسرح في تراجع? وكانت الاجابة: مر المسرح السوري بفترة ازدهار, وهي فترة السبعينات وبعد ذلك سيطرت روح الحداثة والتجريب الأبله, فانعزل المسرح عن جمهوره, وأصبح هناك فجوة بينهما أدت الى تراجعه نتيجة غياب العديد من المخرجين المتميزين الذين لم تستهوهم الشكلانية, وبرأيي فإن المسرح من غير الممكن أن يتماسك لأننا كعرب, لا نملك تقاليد مسرحية فمسرحنا عمره قصير, ولم يتحول الى ظاهرة ثقافية حقيقية بعكس السينما...
الأمر الآخر يكمن في أننا لم نستطع حتى الآن تربية جمهور مسرح وهذا لا يتم إلا بتقديم ما هو جيد الى جانب ضرورة وجود صحافة جيدة تحترم المسرح ومناهج دراسية تخدم المسرح وتعرف به وهذا كله غائب... وعما إذا كان يتوقع في المستقبل أن يقدم عرض مسرحي بلا نص? أجاب: بالتأكيد لا, لأننا إن فعلنا ذلك سيفقد المسرح كل خصوصياته, والمحاولات التي نراها اليوم لفعل ذلك ناتجة عن فهمنا الخاطىء للتجريب.
وإذا ما كان لا يعترف بوجود أزمة نص مسرحي, قال: أنا لا أعترف بوجود أزمة نصوص, لأن لدينا أكثر من ألف نص عربي مكتوب, الى جانب كل ما كتب في المسرح العالمي, وهو مترجم في معظمه الى العربية, إذا لدينا ما يقارب عشرة آلاف نص مسرحي, فأين هي الأزمة..? وبالتالي عندما يأتي مخرج ويقول لا توجد نصوص, فهذه مشكلة, فهو إما لا يقرأ أو لا يحب أن يتعب نفسه, أو أنه يريد أن يفصل له نص كما يريد هو في مخيلته تماماً... وأنا ككاتب لا يمكن أن أعرف ما يدور في ذهنه تماماً.
- لا أزال مجرباً...
وحين يُسأل: إذا كان ينظر بعين الناقد الى كل ما كتبه على صعيد المسرح أجاب قائلاً: مازلت أعتبر نفسي مجرباً في مجال الكتابة, وأشعر أنني أنضج بالتدريج, وإذا قمت بمراجعة لما كتبته سابقاً في المسرح أدرك أنه بحاجة لإجراء تعديلات عليه, وهي ليست تعديلات أساسية, وإنما طفيفة لقناعتي الكاملة أن النصوص المسرحية التي كتبتها في فترات سابقة تحمل مشروعيتها وهي حاملة لشروطها...
ومن الموضوعات الأخرى في الملف نذكر: ممدوح عدوان.. اسمه يتموج على ماء الحضور بقلم ميسون علي. ممدوح عدوان المثقف الزعيم بقلم أنور محمد.. قراءة في مونودراما (حال الدنيا) ممدوح عدوان بقلم: جوان جان. مسرحية الخادمة لعدوان بقلم د. حمدي موصللي..
أما الموضوعات التي تناولت مهرجان دمشق المسرحي الثاني عشر فيمكن أن نشير الى كل شيء عن مهرجان دمشق المسرحي الثاني عشر. تنويعات مسرحية عزف للعين والروح بقلم نور الدين الهاشمي. مهرجان دمشق للفنون المسرحية... بداية جديدة بقلم فرحان بلبل, وقد تصدرت كلمة السيد وزير الثقافة في افتتاح المهرجان العدد المذكور.