|
في بحث علمي جديد ... نسبة تسمين الأبقار متدنية ... وحصة الفرد من لحومها 2.4 كغ/سنة اقتصاد فإن هذا الموضوع لم يلق الاهتمام الكافي سواء من المستثمرين الزراعيين أو الدولة.. ولهذا ظل الإنتاج الحيواني يسير بمعدلات بطيئة قياساً للشق الآخر من الإنتاج الزراعي وهو المتعلق بالمحاصيل الحقلية والخضراوات والفواكه التي حققت طفرة كبيرة خلال العقدين الماضيين. لتصحيح هذا الخلل أعد المهندس الزراعي وسام ابراهيم النصر الله دراسة علمية عن واقع الأبقار في سورية وأهمية لحومها, والأسس العامة الواجب مراعاتها عند وضع استراتيجية خاصة لزيادة إنتاجية الأبقار من اللحوم في مجال التحسين الوراثي.. وللتعرف على هذه الدراسة والنتائج التي توصلت إليها أجرت (الثورة) حواراً مع المهندس وسام وفيما يلي نصه: - حبذا بداية لو نتعرف على مفهوم تسمين الأبقار? ¯ ¯ يعرف التسمين أنه عبارة عن تغذية الحيوانات المعدة للذبح بشكل مركز وشديد خلال فترة قصيرة نسبياً, بهدف الحصول على أوزان حية عالية وذبائح عالية وذبائح مرتفعة الوزن مكتنزة باللحم ذي النوعية الجيدة المرغوبة, وبأقل ما يمكن من التكاليف المالية. وتجري عملية التسمين عادة لكل الحيوانات الزراعية وبأعمار متباينة وفي فصول مختلفة, غير أن هناك عوامل متعددة تؤثر على فعالية التسمين وتحد من الاستفادة القصوى من إمكانياته بشكل صحيح. - ما الغاية من الدراسة التي قمت بها? ¯ ¯ حاولت في هذه الدراسة وضع بعض المعايير والمعارف الواجب الإلمام بها كمبادئ أساسية لزيادة إنتاجية الأبقار من اللحوم, مستعيناً ببعض الخبرات الفنية الوطنية لا سيما الدكتور بسام سعد الله عيسى الأستاذ بجامعة دمشق كلية الزراعة والعديد من المراجع العلمية, وقد رغبت بإجراء الدراسة بعد جولات عديدة قمت بها إلى المحافظات واطلعت خلالها على واقع تسمين الأبقار وأدركت خلالها حجم الأخطار الناجمة عن تجاهل أو عدم معرفة الأسس العلمية لتسمين الأبقار, لذلك أردت من هذه الدراسة أن تكون مرجعاً لكل من يهمه هذا الموضوع. - وهل زادت حصة المواطن السوري من اللحم البقري أم انخفضت? ¯ ¯ تعتبر الأبقار ثاني أهم الحيوانات الزراعية في سورية بعد الأغنام لما لها من تأثير فعال في مد المواطن باللحوم والحليب الطازج, وكذلك دعم الصناعات الغذائية بالمواد الأولية.. وبالمقارنة بين عامي 1992 و 2001 لا حظت أن حصة المواطن من لحم الأبقار تطورت من 1.9 كغ/سنة إلى 2.4 كغ/سنة, ومع ذلك يبقى هذا الرقم متواضعاً جداً بالمقارنة مع الاستهلاك في الدول المتطورة صناعياً. وتبين لي عند مقارنة إنتاج الأبقار من اللحوم مع الإنتاج الكلي من لحوم الأغنام والماعز والأبقار, أن نسبة الأبقار بلغت فقط 20% مقابل 78% من الأغنام وحوالي 2% للماعز وهذا يدل على رغبة المواطنين بلحم الأغنام أولاً, وعند حدوث فارق سعري كبير يلجؤون إلى لحم الأبقار, ومع هذا يلاحظ زيادة الاهتمام بلحم العجول ما يستدعي تطوير إنتاجها باستمرار.. - ماذا عن سلالات الأبقار وأيهما حقق زيادة أكثر في الفترة الأخيرة? ¯ ¯ هناك أربعة أنواع رئيسية هي: الأبقار الأجنبية والأبقار المحسنة والأبقار المحلية والأبقار الشامية ويبلغ مجموعها بحدود 840 ألف رأس, ويلاحظ أن الأجنبية انخفضت بنسبة 40% مقارنة مع عام 1992 بينما السلالات المحسنة والتي هي أبقار مدرجة من عرق العزيزيان زاد عددها خلال نفس الفترة وهي عشر سنوات بنسبة 74%, وانخفض عدد الأبقار المحلية بنسبة 32%. - أستاذ وسام.. ماذا عن إنتاجية الأبقار من اللحوم هل تعتبر جيدة أم لا? ¯ ¯ إن نسبة العجول كمنتج رئيسي للحوم قياساً إلى العدد الكلي للأبقار لا تتجاوز 30% وهذه النسبة منخفضة يجب العمل على رفعها وإلا ستكون الإناث عرضة للتسمين والذبح وهذا سيؤدي إلى خسارة الحيوانات المنتجة للحليب. ويعود سبب تراجع هذه النسبة إلى الاهتمام بإنتاج الحليب على حساب تسمين العجول ما يؤدي في كثير من الحالات إلى انخفاض صفات الذبيحة المرغوبة لارتفاع نسبة الدهن فيها ولانخفاض نسبة التصافي مع زيادة حجم الهيكل العظمي.. ومن خلال زياراتي لمربين في مزارع مختلفة تبين أن التسمين للأبقار عشوائي وغير علمي بسبب عدم تحديد فترة للتسمين, وعدم تحديد الوزن الحي لنهاية التسمين والاعتماد على العلائق المالئة الذي يؤدي إلى كبر الكرش وعدم نمو العضلات بشكل كامل, إضافة إلى ذبح البكاكير أو العجلات الصغيرات عند زيادة الطلب على لحم الأبقار دون أي رادع قانوني. - ما أفضل عروق الأبقار المناسبة للتسمين? ¯ ¯ إن تزايد الحاجة والطلب من لحم الأبقار يجب أن يغطى بأقل صرف ممكن للعلف وهذا يتطلب حسن اختيار عروق الأبقار المخصصة للحم, وذلك من خلال إنتاج حيوانات هجينة (هبيريد) تتمتع إلى جانب الكفاءة العالية للتسمين بمقاومة الأمراض ولا تسبب أي مشكلات عند الولادة وقد ثبت أن موضوع الخلط الاقتصادي بين عرق اللحم والحليب لإنتاج الهجن أسلوب تتبعه معظم الدول المتطورة في الإنتاج الحيواني حيث يلقح بنسبة محددة من البكاكير والأبقار من ثيران لحم مختبرة ومعروفة بكفاءتها في الخليط مع عروق الحليب, وهذا مطلوب في بلادنا بعد مراعاة تحديد مجموعات الأبقار التي ستلقح من ثيران اللحم وتحديد مناطق التسمين وتحديد سياسة التسمين (وزن الذبح, عمر الذبح..,) الجدوى الاقتصادية للأعلاف وتسويق لحم الأبقار.
|