للحد من الجوع والفقر 80 مليار دولار امريكي هذا مااكده الدكتور جاك ضيوف المدير العام لمنظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة بمناسبة يوم الغذاء العالمي الذي يحتفل فيه سنويا في 16 تشرين الاول واشار الى ان سكان العالم تضاعف ثلاث مرات خلال 60 عاما.
وقال الدكتور ضيوف
شهد العالم منذ ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها التحولات الراديكالية الاسرع في نظم انتاج الاغذية وتوزيعها والتي لاحت في الافق نتائجها بعد ذلك.
وفي الوقت الذي لاتزال فيه القبائل المستوطنة للغابات تبحث عن الغذاء بصعوبة في بعض المناطق يقوم شخص واحد على الجانب الاخر من كوكب الارض بزراعة مئات الهكتارات من الاراضي ذات الغلة العالية من المحاصيل مستفيدا من مزايا التكنولوجيا الحديثة لتلبية احتياجات الاسر.
وقبل 60 عاما مضت وبالتحديد في السادس عشر من تشرين الاول في اعقاب الحرب العالمية الثانية انشئت منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة (فاو) بدافعين هما الحاجة للسرية والحاجة إلى التحرر من الجوع وهذان الدافعان متداخلان أحدهما بالاخر كما يتضح في كلمات الاباء المؤسسين للمنظمة:(السلام ضروري اذا مااريد تحقيق تقدم نحو التحرر).
فمنذ انشاء المنظمة ارتفع عدد سكان العالم ثلاثة اضعافه تقريبا حتى بلغ اكثر من 6 مليارات نسمة وبفضل الجهود التي بذلها ملايين المزارعين وابداعات العلماء وبفضل التطورات في مجالات الصناعة والتجارة والاتصالات ينتج العالم الان من الاغذية اكثر مما يكفي لإطعام كل انسان وقد ارتفع معدل نصيب الشخص الواحد من الغذاء في اليوم بنسبة 23في المائة من عام 1945 وهذا يعد انجازا بارزا يتحدى من تنبأ بالكوارث.
على أي حال وبالرغم من هذه النجاحات فإن العالم لايزال غير متحرر من الجوع.
فإن ولادة مئات الملايين من بني البشر من امثالنا دون ان يتوفر لديهم مايكفيهم من غذاء ماهي الا تحد لأهم حقوق الانسان الاساية الا وهو حق كل شخص في الغذاء الكافي المناسب.
ان ظاهرة البدانة التي تحتل درجة عالية ضمن قائمة المخاطر التي تهدد الصحة في العالم انما تعكس حالة حزينة هي عدم قدرة المجتمع على استخدام الاغذية بطريقة تتعاظم فيها المزايا الانسانية وان الامم التي تستثمر نحو 975 مليار دولار سنويا في مجال الانفاق العسكري وتنفق اقل من 80 مليار دولار على المعونات التي يمكنها ان تحد من ظاهرتي الجوع والفقر اللتين تغذيان الصراعات امر يدحض الفطرة السليمة.
ونحن في منطمة الاغذية والزراعة اذ نحتفل بالعيد الستين للمنظمة نؤكد من جديد ايماننا بأن في الامكان خلق عالم متحرر من الجوع خدمة لأسمى ايات السلام غير ان ذلك هدفاً لايمكن تحقيقه من جانب المنظمة او الحكومات التي تعمل بمفردها لذا فإن المنظمة تحث كل من يشاطرها الالتزام بإنهاء ظاهرة الجوع على العمل مع (التحالف الدولي ضد الجوع) وذلك بالانخراط في التحالفات القطرية او اي مساع اخرى على الصعيد المحلي لترجمة هذه الرؤية المشتركة الى واقع ملموس!.