واغلقت مكاتب الاقتراع في الخامسة من بعد ظهر امس في جميع انحاء العراق بعد ان ادلى الناخبون برأيهم في الاستفتاء على مسودة الدستور العراقي ابتداء من السابعة صباحا وبدأت عملية فرز الاصوات مباشرة بعد اغلاق مكاتب الاقتراع ومن المتوقع ان تبدأ النتائج الاولية في الظهور مع مساء هذا اليوم الاحد على ان تصدر النتائج النهائية خلال ثلاثة ايام.
ودعي نحو 15,5 مليون ناخب للادلاء بأصواتهم غير ان نسبة المشاركة بلغت نحو 61% بالمئة وسجلت مصادر في الامم المتحدة وقوع 17 اشكالاً اعتبرتها بسيطة منها نقص الاسماء في بعض اللوائح او ممارسة ضغوط على بعض الناخبين وتم فتح 5617 مركز اقتراع أمام الناخبين من أصل 6235 مركزاً.
وقال عادل اللامي مسؤول الاعلام في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية ان بعض المراكز لم تفتح في محافظة الانبار بسبب الاوضاع الامنية السائدة هناك.
وقال اللامي ان جميع المراكز في محافظة ديالى وعددها 268 فتحت وفي محافظة صلاح الدين 249 مركزا وفي كركوك ايضا 265 لكن في محافظة الانبار في الفلوجة وشرق الرمادي هناك 58 مركزا مفتوحاً من اصل 94 موضحاً انه في مناطق غرب الرمادي فتح 66 مركزاً من اصل .77
وحول ما اذا كان يحق لمن لم يشارك اجراء الاستفتاء في مكان وزمان اخر قال الهنداوي ان المفوضية جهة تنفيذية ليس من صلاحيتها اعادة اجراء الاستفتاء لهؤلاء الا اذا شرعه قانون للجمعية الوطنية العراقية.
وعما اذا كانت هناك مناطق اخرى منع فيها الناخبون من الاقتراع او حصل اطلاق نار قال الهنداوي انه بحسب التقارير الواردة فقد حصل اطلاق نار بصورة فردية في بعض المناطق غرب الانبار كما حصل اطلاق نار ومنع الناخبين في البصرة من المشاركة في الاستفتاء.
واعرب الرئيس العراقي جلال الطالباني للصحفيين بعد ان ادلى رئىس الوزراء ابراهيم الجعفري ومسؤولون اخرون باصواتهم في الاستفتاء عن اعتقاده بان اكثرية العراقيين ستصوت على الدستور داعياً اياهم الى التصويت بنعم. من جهته اعتبر الجعفري ان الخطة الامنية اتخذت طابع التحدي لهذا اليوم معرباً عن الامل في ان تسير عملية الاستفتاء بشكل جيد.
وفي واشنطن شدد الرئيس الاميركي جورج بوش على اهمية الاستفتاء على مشروع الدستور العراقي في مكافحة الارهاب واقامة مؤسسات مستقرة.
وقال بوش خلال كلمته الاسبوعية التي تبثها الاذاعة نهاية هذا الاسبوع ان الدستور العراقي الجديد اتى نتيجة اشهر من النقاشات بين ممثلي مختلف الاطراف في العراق.
من جانبه قال ستيف هادلي المستشار الاميركي لشؤون الامن القومي ان العملية السياسية في العراق ستتواصل حتى لو ادى الاستفتاء الى رفض مسودة الدستور.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الاميركية عن هادلي قوله انه مهما كانت نتيجة الاستفتاء على الدستور العراقي فان العملية السياسية الحالية ستواصل توسيع المشاركة في كل انحاء العرق.
وتوقع مستشار البيت الابيض لشؤون الامن القومي انه في حال رفض العراقيون الدستور فانه ستحصل انتخابات في كانون الاول لاختيار جمعية وطنية جديدة تخضع لقانون انتخاب جديد وستكلف هذه الجمعية صياغة مسودة دستور جديد على ان ينظم استفتاء آخر حولها السنة المقبلة.
وساعدت الاجراءات الامنية المشددة التي اتخذت امس على اجراء الاستفتاء في اجواء هادئة نسبياً وخلت شوارع المدن والطرق السريعة في انحاء العراق من الحركة واتخذت قوات الشرطة والجيش مواقعها حول مراكز الاقتراع.
واضافة الى الحدود الدولية للعراق اغلقت ايضا المحال والانشطة التجارية الاخرى ابوابها قبل يومين وتقرر حظر سير السيارات الخاصة اعتبارا من مساء امس الاول حتى صباح اليوم لاحباط اية محاولات لتنفيذ هجمات بسيارات ملغومة.
وقال الجعفري في كلمة عبر التلفزيون الحكومي ان النقطة الاساسية تتمثل في ضرورة مشاركة العراقيين في الاستفتاء مؤكدا امكانية تغيير بنود الدستور مستقبلا لتهدئة المخاوف المتعلقة به موضحا ان هذا دستور للمرحلة الراهنة وان الشعب يمكن ان يعدله.
ورغم ذلك وقعت بعض الاشتباكات المتفرقة حيث اندلع اشتباك مسلح بين مسلحين ودورية اميركية في مدينة الرمادي الا انه لم يسفر عن اي اصابات.
واعلنت القوات الاميركية في العراق انها تحتجز رجلين يشتبه في انهما من اعضاء تنظيم القاعدة.
وقال الجيش الاميركي في بيان ان الرجل الذي يدعى وليد محمد فرحان جوار الزبيدي والمعروف ايضا باسم الحلاق اعتقل في بغداد في الرابع والعشرين من الشهر الماضي.
واوضح البيان ان مهام الحلاق شملت تغيير هيئة كبار اعضاء القاعدة في العراق بتغيير لون شعورهم وقصاتها في محاولات لتفادي اعتقالهم.
واضاف الجيش في بيانه انه اعتقل ايضا في نفس اليوم ابراهيم محمد صبحي خيري الريحاوي الملقب اباخليل ووصفه بانه مساعد مقرب لابي عزام الذي كانت قتل قبل يوم وقيل انه الشخص الثاني بعد ابي مصعب الزرقاوي زعيم القاعدة في العراق.
كما قتل ثلاثة جنود عراقيين واصيب ثلاثة آخرون عندما انفجرت قنبلة قرب قافلتهم بالقرب من الحدود الايرانية في ساعة مبكرة من صباح امس.
وذكرت الشرطة العراقية ان الحادث وقع على بعد 80 كيلومترا شرقي بعقوبة قبل عدة ساعات من بدء الاقتراع في استفتاء على الدستور العراقي.
من جهة اخرى التقى السفير الاميركي لدى العراق زلماي خليل زاده امس مسؤولين في مدينة الفلوجة غرب بغداد طالبوا بالافراج عن باقي المساعدات التي خصصت للمدينة اثر الهجوم الذي تعرضت له خريف السنة الماضية.
وقال مدير الشرطة في المدينة العميد صلاح العاني انه والقائم مقام ضاري الزوباري ورجل الدين كمال شاكر طلبوا من السفير الافراج عن باقي المساعدات التي خصصت لاعادة اعمار المدينة وتقدر بنحو 120 مليوناً من اصل 200 مليون دولار واطلاق سراح السجناء وتأمين حوالي 2000 شرطي لخدمة المدينة.