أكيد الأحلام جراح تكبر والعيون كوى تصغر وتدور في غربتها وتتيه في أعماق وحدتها وتأبى أن يغزو الدمع الخدين، والندى يرفض أن يخدش الوجنة الناعمة.
فبين الذكرى والذكرى يوقظ الخوف رعد البعاد وتنمو أمطاري في حقول عوالمي وأدغال أيامي المزروعة في تراب الأعماق.
بين الذكرى والذكرى أحس فرحاً طفولياً قادماً، أرقب تفتحه كوردة في إشراقات قمر متعال.
بين الذكرى والذكرى تحرق غاباتي، فيا لهيب الحب بين أغصان تبتسم وزهور تتغامز.
بين الذكرى والذكرى شمعة يضمني نورها في صمت دمعها، وشمس تبتسم بحروف أهدابها، ونجمة ترقد في دروب الكلام وتسترسل شلالات على الورق.
بين الذكرى والذكرى أغرق في صمت نقي يغرد مع تقلبات الزمن.
بين الذكرى والذكرى يهيمن الحب على عناق الحنان ويفجر الليل نوراً أبدياً في حقول الزمن الغامض.
بين الذكرى والذكرى كلمة – دمعة – بسمة – قبلة في شموخ شمس سوداء.
فماذا بعد؟ سؤال آت من ضياع المتعة بعد فقدان المجهول.
نعم! .. إنه نواح المسافات مع الرياح الباردة، أفما آن لهذه المسافات أن تتمزق ولإشراقات اللقاء أن تتفق، ليصفو الوجه ويتطهر ويتقدس؟