ليوفروا عملاً لهم ولغيرهم، وعندما تعرف عنهم، ربما إن كنت شاباً ستعمل كي تنجح مثلهم وأكثر.
دلفين الفرات
---------------
ماجد أمين، الأول في محافظة الرقة في الغطس:«بدأت عملي بصفة منقذ وعمري 14 عاماً بأجر بسيط، بعدها بدأت ألتقط رزقي ببارودتي البحرية، لم أستسلم للظروف التي واجهتني، استمريت بهذا العمل انطلاقاً من محبتي لمهنة الغطس تحت الماء، تلقيت عروضاً كثيرة للعمل لدى جهات عامة وخاصة لكنني رفضت ربما لأني أعشق الفرات، وأرى أن الخوف والتردد هما أبناء الفشل باعتقادي، كذلك الحرص ضروري جداً حتى يكون لدى الشخص خط يسير فيه.
يتابع أمين:«عندما بدأت العمل في الثروة السمكية بصفة غطاس، انصب اهتمامي على النهر، فالأفكار عندما أقف على النهر كثيرة، ثم بدأت بالتشاور مع مديرية الثروة السمكية بوضع عدة مقترحات من أجل الحفاظ على النهر منها:إنشاء مركز للغطس والدراسات السمكية وضرورة توثيق الحياة النهرية وتقديم نصائح على شكل خطوات تضمن الوقاية من الغرق بالإضافة إلى إيجاد أساليب لحماية النهر من التلوث وغيرها..
يعتبر ماجد أول من قام بتوثيق الحياة النهرية تحت الماء في نهر الفرات، حيث يعمل حالياً على وضع هوية شخصية لجميع أنواع الأسماك في الفرات، طولها، وزنها واسمها العلمي الشائع وقياس فتحة الأنف وكل هذا في كتاب علمي يتم التحضير لطباعته، لكن ما يؤخر ذلك الظروف المالية، وقد اشتريت كاميرا على حسابي الخاص بقيمة 34000 ل.س لأجل هذه المهمة.
تجارة حرة
----------
محمد الحمد 24 سنة:»حصلت على الكفاءة ثم بدأت العمل مع والدي بتجارة الأغنام لمدة أربع سنوات جنيت منها رأس مال جيداً، وفي هذه الفترة لم أنقطع عن الدراسة، فقد حصلت على الثانوية ثم المعهد التجاري، طموحي وإرادتي أوصلاني لأكون الأول على المعهد ثم دخلت جامعة دمشق، كلية التجارة والاقتصاد.
بعد تعقد مصاريفي الجامعية خطرت ببالي مشاريع كثيرة، فبدأت بتنفيذ مشروع صغير (كوفي نت) كشريك مع صديقي ولم أتردد على الرغم من المشكلات في البداية وتبرير والداي أن رسوبي في الجامعة كان سببه هذا المشروع الهدام، أما أنا أرى أن الحياة تحتاج إلى تضحيات».
يضيف محمد:»الإرادة والتصميم دفعاني إلى متابعة عملي وعدم التراجع، فلماذا أبقى مستهلكاً وعبئاً على والدي، كما أني لن أنتظر الوظائف الحكومية بعد التخرج، ودائماً هناك مسافة للأمل لكننا معنيون في تخطيها للوصول للأمل، كذلك العلم والفكر إذا اتحدا مع الشباب فالنتيجة بناء الذات الراقية، هناك العديد من الأشخاص يتذمرون من أهلهم وهناك من ينتظر وظائف الدولة، لكن الفرص كثيرة، لكنها تحتاج لصبر».
بدأت طفلاً
---------
عبد الله البشير 28 سنة مستثمر مركز كوبرا التقني في الرقة يقول:»في سن العاشرة تحديت الظروف انطلاقاً من حبي الشديد لعالم الكمبيوتر ولم يردعني بُعد المسافة عن مركز المدينة، ولم تتأثر دراستي بل على العكس زادت من إصراري على متابعة الدراسة في مجال الحاسب، بدأت كصانع يتلقى الخبرة كل لحظة ودقيقة، وعندما دخلت المعهد التقني للحاسب كنت أملك الكثير من علومه، مهنتي تتطلب مني صبراً شديداً، لأنها تحتاج إلى دقة شديدة في العمل، وأواجه أحياناً مشاكل للوصول إلى الحل في عطل ما قد يستغرق مني ساعات لكنني أصل إلى حلول تفيدني في مسائل أخرى، وأعتقد أنه في الحياة المستحيل مرفوض والتجربة مشروعة».
يضيف عبدالله:«لدي 6 أطفال يتعلمون يومياً ووصلوا إلى مرحلة جيدة من التعلم والاكتساب وممكن بسهولة أن يتفوقوا علي، وأعمل على 6 مراكز تقنية في المستقبل تعود علي وعلى بلدي بالنفع».
نشجع ذلك
----------
عمر الشيخ مدير هيئة التشغيل في محافظة الرقة يقول:« إن هذه النماذج الرائعة في بلدنا لا يمكن أن تكون إلا قدوة للعديد من شبابنا ونحن نشجع ذلك ما أمكننا، فكل شاب هو رائد عمل ونعمل على تقديم القروض لهم عن طريق تمويل من المصرف بواسطة الهيئة».
أما بالنسبة لمديرية التشغيل فقط تشجع وتمول كما تدّعي، لكن أن تحقق شرطها في الذهاب إليها وكأن التمويل والتشجيع لا يتعلق بمن أنجزوا عملهم بعيداً عنها.
أخيراً يمكننا القول إن النجاح لا يتحقق دفعة واحدة وإنما يحتاج لوقت، وأحياناً نفشل لكننا نعتبر ذلك بداية لحياة جديدة، المهم أن ننفذ ما نراه صحيحاً، هذا ما أرادت تلك النماذج من الشباب السوري أن توصله لغيرها.