أنا حوَّاءُ
يا طريدَ الجنَّة والفتنة والعصيان
أنـا جنَّتك الأولى.. لا جنَّـة من دوني
أنا فتنتك الكبرى
يا عبـداً لفتوني
وخطيئتك الأحلى
فتلظَّى في نار أتوني
كنْ نصفي الضائع من ذاتي
كنْ سرَّاً من أسرار كمالي
فأنا الضلع الفرد
ومنذ عصورٍ
أبحث عن باقي أضلاعي
فتعالَ إليَّ بما فيك
من نقص الإنسان
وتوحَّدْ بي.. وتشكَّلْ بي
قفصاً
يُنجيني من أقفاص معاناتي
* * *
زوَّجتكَ من نفسي... أنا أرضك
فاهبطْ فوق تلال النور
وأودية الظلِّ من جسدي
واسكن بكهوف أنوثته
يا يتيماً بلا مأوى ولا سكن
واسترح من معاصيك في طهر شهوته
واستردَّ التوبة
وانسَ الأسماء وما عُلِّمْتَ
فإني أنا غاية الرشد
وانتصبْ ألفاً في حروف هجائي
فما لغتي لولا قامة الألف؟
لغتي، جسدي..
خيمةٌ في مهبِّ الهوى ..
ليس يحملها إلا عودُ الوتد
فارتكزْ بي ..
في نقطة صفري.. واحداً
ما مثله في الكون من أحد
* * *
زوجتكَ من نفسي ...
أنا آمرك ... والأمر لي
كالدَّم العابر في أوردتي
كالنَّفَس المتردِّد في صدري
كالرُّوح الساكن في جسدي
هو لي.. هو لي
أنا سيِّدة الأمر
ليس عليّ وصيّ
وليس عليّ وليّ
والأمر الآن ببابك منتظرٌ
وحدي فكرت وقررت
وجئت إليك لأطلب منك يديك
فقلْ – إن شئتَ – نعمْ .. أو قلْ: لا..لا
فكلامُك وحدك
يجعل حبي حراماً.. أو يجعل منه حلالا.