يا ولدي.. لقد فزت بالجائزة الأولى في مجال الشـّعر, عجـّل واكتب قصيدة كي تقرأها أمام الحضور..!!
بطل
صعدَ إلى المنبر بعدَ أن تجمَّعتِ الجماهيرُ من حوله, بدأ الكلامَ عن الصُّمود وضرورةِ مواجهة العدو, وبأنـَّه على استعدادٍ بأن يقدَّم دمَهُ في سبيل ذلك, ثمَّ تكلـَّم عن بطولاته الشـّخصيّة وإنجازاته الفرديّة, كان الجمهور يزدادُ فرحاً وأملاً وتفاؤلاً مع كلِّ كلمةٍ ينطقُ بها هذا البطل, لدرجةِ أنَّ أحدَهم استلَّ (فردَهُ) وأطلقَ بعضَ الرَّصاصاتِ باتجاه السَّماء تعبيراً عن سعادته, لم يتمكن هذا البطل من معرفة مصدر الصَّوت فما كانَ منه إلا أن نزل مسرعاً من على المنبر وفرَّ هارباً مذعوراً تاركاً وراءَه أوراقــَهُ المبعثرة, وكلماته التي تناثرت مع نسماتِ الهواء..!!
البطاقة 6666
أنهى دراسته في أحد معاهد الدولة, فبدأ البحث عن وظيفة لائقة مناسبة لشهادته. بعدَ أن يئسَ من ذلك, قــَبـِلَ بأيِّ وظيفة بغضِّ النظر عن شهادته التي قامَ بتعليقها على جدار غرفته المتواضعة وقد تراكم عليها الغبار بكميَّاتٍ وافرة. بعدَ أن أصابه اليأس مرَّة أخرى تقدَّم بطلب إلى مديرية الشؤون الاجتماعيَّة والعمل وتفاجأ برقمه المسجل على البطاقة التي حصلَ عليها من المديريَّة والذي كانَ 6666, فقرر العمل بين جدران الاسمنت وقضبان الحديد بانتظار الحصول على الوظيفة, وحينَ وافته المنيَّة حضرَ تشييع جنازته عدد لا بأسَ بهِ من الأشخاص والجميع أثنوا على صبرهِ وكدِّهِ وعملهِ المتواصل وجهاده في هذه الحياة وكانَ من بين المتحدثين رجلٌ هرم يحمل البطاقة ذات الرَّقم 3333..