تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المــوروث الشـــعبي.. وتعزيـز ثقافة المقاومــة لـدى أطفالنــا

الجولان في القلب
الاثنين 2-5-2011
أحمد محمود الحسن

يعرف الباحث محمد المرزوقي هذا النوع من الموروث بأنه الأدب المجهول المؤلف العالمي للغة المنقول جيلاً بعد جيل بالرواية الشفوية. إن الموروث الشعبي ركن أساسي من الهوية القومية يلعب دوراً كبيراً في تحصين الطفل ضد الاختراق الثقافي للهوية الوطنية

ويعزز الفعل الثقافي المقاوم ضد أي اختراق أو احتلال للعقل الذي يستهدف الهوية الحضارية للأمم والشعوب من خلال اختراق المنظومات المكونة لثقافتها.‏

ويتصف الموروث الشعبي بالصفات التالية: شموليته لمختلف جوانب الحياة وقدرته على العطاء وتنوعه، وصدقه، وواقعيته وحيويته، وقد استخدم الموروث الشعبي من قبل الأدباء والملحنين وكتاب الأغنية بشكل عام لأسباب عدة منها:‏

أسباب فكرية: حيث إن التراث أرضية جاهزة في المخاطبة ولاسيما للناشئة ما يسهل عملية الاتصال على أرض صلبة والتراث الشعبي لا يزال يشكل حيزاً كبيراً من الذاكرة الجماعية وكرواية شعبية باعتبارها تجليات صافية المضامين المختلفة للسلوك وأساليب الحياة على وجه العموم.‏

أسباب فنية: لأن الموروث الشعبي يحمل قابلية الاتصال بجماهيره بفعالية لا يوفرها الأدب المستند إلى قوة التخيل وسعة الكلمات.‏

أسباب تربوية: فالموروث الشعبي أقدر على المخاطبة من مصادر مبتدعة تحتاج إلى هامش مضاعف من التربية أو التثقيف كي يكون بمقدور المتلقي الطفل أن يتفاعل معها.‏

إن الثقافة الوطنية أو الشعبية تسير سبل الاتصال بالتراث وتمكن الجمهور من الاتصال المؤثر بالخطاب الموجه له ويأتي السؤال المهم: كيف نقدم الموروث الشعبي بشكل خاص والتراث بشكل عام للأطفال وأي أسلوب أقدر على مخاطبة الطفل وأي منظور تربوي أكثر سلامة في بلورة قيم التراث؟ وأي توجه فكري في هذا الاستخدام أو ذاك؟‏

وهنا بيت القصيد حيث لايستطيع الباحث أو المفكر أو المربي خاصة أن يؤثر في الطفل حيث تتحول القيمة إلى سلوك إلا باتباع الوسائل والطرائق المحببة للطفل.‏

فجوهر المشكلة في التراث عامة أن أغلب نصوص التراث لم تكتب أصلاً لتخاطب الطفل لذا فهي بحاجة لمن يكتبها أو يقدمها بشكل محبب للطفل وأعدد سريعاً أساليب استخدام التراث في أدب الأطفال:‏

الاستلهام: وتعني أن الكاتب يستلهم من التراث في كتابته كأن يعطي العمل تفسيراً جديداً للتراث مستمداً من روح العصر الجديد أو يتخذ العمل الشعبي من التراث ديكوراً لأحداث معاصرة، أو يستلهم حدثاً بطولياً لمعركة شعبية إيجابية ويقدمها بأسلوب ممسرح أو مغنى يناسب سن الطفل وحسب المرحلة العمرية له.‏

الإعداد أو الاقتباس: ونقصد به إعادة عمل فني كي يتفق مع وسط فني آخر مثل كتابة سيرة تاريخية في ثوب قصصي.‏

التحويل: وهي نقل مادة أدبية أو شعبية من خبر إلى خبر أدبي آخر أو تحويل مثل إلى قصة أو مسرحية أو نادرة أو أهزوجة شعبية غزلية إلى أهزوجة وطنية.‏

التقديم: يفيد التقديم معنى الاختيار عن سبيل الشرح أو التعريف عندما يلجأ الكاتب إلى وضع مختارات من مدارك الطفل.‏

الاستدعاء: وهو شخصيات تاريخية أو أحداث أو مراحل تاريخية وصياغتها في عمل أدبي جديد وقد يكون جزئياً أو كلياً، كأمثالنا وقصصنا وأغانينا الشعبية حيث نجد فيها مدرسة للمبادئ العليا في تنشئة أطفالنا على القيم النبيلة وتبدأ بالحكاية الشعبية التي تلعب دوراً رئيسياً في تكوين شخصية الطفل والتأثير فيه من خلال سيرة البطل الشعبي وصفاته في السيرة الشعبية وخاصة الصفات الإيجابية لهذا البطل ودفاعه عن أرضه ووطنه.‏

والأمثال الشعبية التي تلعب دوراً بارزاً في إلقاء الأضواء على أنماط الحياة الاجتماعية حيث حمل المثل الشعبي ضمن تكثيفه وعلاماته روح الشعب وإصراره وتحديه على مر التاريخ ضد الغزاة.‏

مثال ذلك: اللي مالو أرض مالو عرض.‏

ولا ننسى الأغنية الشعبية ودورها المقاوم كأداة من أدوات الصراع والنضال التي مارستها الشعوب في مواجهة القهر والإذلال والاحتجاج والتمرد على الظلم.‏

الوقائع والملاحم الاجتماعية: الحنين والشوق إلى الوطن- تحرير الأرض والارتباط بالمكان والزمان- الغناء للحجر والشجر.‏

ولا ننسى تأثير اللحن البسيط والكلمة الرشيقة الرفيعة والإيقاع البسيط في شخصية ونفسية الطفل.‏

ومثال ذلك:‏

أغنية ياسمين الشام / ارتباط الشام بالياسمين وبالتراث العمراني والانسان الذي يزرع الياسمين يدل على تعلق الانسان بأرضه وتراثه.‏

مثال آخر: أغنية يا ظلام السجن خيم.‏

مثال أغنية: يا جولان يلي ما تهون علينا.‏

ولن ننسى الرقصات والدبكات الشعبية وهذا الترابط بين فريق الدبكة الدال على الوحدة والقوة والترابط، فالدبكات الجماعية القومية يمكن أن تؤدي بتشكيلات مستوحاة من تراث الدبكة الكثير ويقدم الأطفال فقرات وحركات تدل على الوحدة والمقاومة وعدم الاستسلام والتعبير بالحركة والجسم متناغماً مع الكلمة واللحن ورقصة السيف والترس.‏

ومفهوم الفارس البطل الذي حقق الانتصار واستحضار الشخصيات العربية التاريخية وتجسيدها على الواقع بفن المسرح أو الغناء أو أي أسلوب محبب للطفل والألعاب الشعبية الكثيرة التي تركز على البطولة والدفاع عن الأرص ضمن أسلوب التكامل الاقتصادي يقوم بتمثيلها الأطفال.‏

إن تفعيل وترسيخ وتجذير الفعل المقاوم لدى الناشئة مهمة الجميع وإعداد هذا الجيل الناشئ وتحصينه ضد الغزو الفكري وغرس حب الوطن والشهادة في عقله وقلبه وسبيل استرجاع حقه خاصة مع عدو صهيوني لا يفهم إلا لغة القوة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية