تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سلام عليك ياجولان

الجولان في القلب
الاثنين 2-5-2011
فراس الطالب

ما أكثر عدد الدعوات التي وجهها العالم إلى الكيان الصهيوني مطالباً إياه بالالتزام بالقرارات الصادرة عن الشرعية الدولية في موضوع الصراع العربي- الإسرائيلي، هذا الكيان الذي أقدم بعد عدوان الخامس من حزيران عام 1967،

على احتلال مرتفعات الجولان العربية السورية،ثم صدر قرار عن الكنيست الإسرائيلي بإلحاق الجولان بالكيان الصهيوني، لكن هذا القرار ولد ميتاً لأن أحداً من أعضاء الأسرة الدولية لم يعترف به ورآه قراراً باطلاً لاغياً، ولاتزال الأسرة الدولية حتى يومنا هذا تصرّ على عروبة الجولان وانتمائه إلى سورية.‏

وما أكثر عدد المحاولات التي قام بها الكيان الصهيوني لطمس الحقيقة والتعتيم عليها، وإيهام العالم أن موضوع الجولان انتهى بعد أن تم إلحاقه بدولة «إسرائيل» التي تبقى في نظر العالم كياناً غاصباً محتلاً قام على حساب احتلال أراضي الغير بالقوة وسرقة ماضي وحاضر وربما مستقبل الأرض العربية التي استطاع بدعم من الغرب إقامة دولته المزعومة فيها.‏

إن الكيان الصهيوني الذي لم يترك شكلاً من أشكال التطرف والعنصرية وكراهية الآخر إلا ومارسه أقبح ممارسة، يمضي في تحدي قرارات الشرعية الدولية ويصرّ على أن الجولان لم يعد أرضاً عربية سورية، لكنه واهم وهماً كبيراً، وهوعاجز عن التفريق بين الواقع والخيال، بين ما يتمنى أن يكون وبين ماهو كائن فعلاً.‏

هذا الكيان الذي لايتقن إلا العدوان ولايتكلم إلا لغة الإرهاب يتخيل أن قراراً صادراً عن الكنيست الإسرائيلي يمكن أن يمحو عروبة الجولان، لكن الواقع يؤكد أن الجولان لن يكون إلا عربياً سورياً.‏

وحبذا لو عدنا إلى التاريخ القريب واستعدنا بالذاكرة الحية التي لاتموت ذلك اليوم الأغر، يوم قام أبناء الجولان وهبوا هبة رجل واحد، يعلنون تمسكهم بالهوية السورية ورفضهم الهوية الإسرائيلية، وقد كسبوا احترام وتقدير دول العالم كلها وقدموا البرهان الساطع أن الجولان أرض سورية، وأن مشاريع تهويده خابت وباءت بالفشل الذريع.‏

وحاولت يومئذ وسائل الإعلام في بعض الدول الغربية التي لاتمت إلى الحقيقة بأدنى صلة تصوير تلك الانتفاضة الباسلة في الجولان على أنها نوع من الاحتجاج البسيط، وأن الحكومة الإسرائيلية كانت قادرة على احتواء وتطويق ذلك الاحتجاج، لكن سرعان ماتبين للعالم أن هبّة أبناء الجولان كانت انتفاضة باسلة تعكس صدق انتمائهم إلى وطنهم الأم سورية، وتشير إلى عمق جذورهم التي تشدهم إلى هذه الأرض الطيبة بعرى لاتنفصم، ولايزيدها مرور الأيام إلا متانة ورسوخاً وتجذراً.‏

سلام عليك ياجولان الإباء، ياصاحب الجبهة السمراء التي لاترد إلا ينبوع الكرامة والعزة، ثم تملأ الكؤوس من هذا الينبوع وتدور بها على أبناء الجولان تسقيهم فرداً فرداً، ليكبر الطفل متمسكاً بالجولان وليظل الرجل على إيمانه بعروبة الجولان، وليفارق الكهل الحياة وفي عينيه طيف الجولان ترتسم وأعلام عودته إلى سورية خفاقة مرفرفة في الآفاق.‏

سلام عليك أيها الغافي في زند البطولة، كتاب مجد عريق سطر أبناء الجولان صفحات الكبرياء فيه ونقشوها على جبين الشمس نشيد العودة، وهو نشيد ستسمعه الدنيا كلها يوم ترى دمشق الكرامة تحتضنك لتغفو في صدرها نشيد الكرامة التي لايغيب قنديلها عن دنيا العروبة.‏

ferasart 72@hotmail com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية