وكان جثمان الفقيد قد سجي في مركز بلدة «مجدل شمس» حيث ألقى المئات من أبناء الجولان المحتل والعديد من الوفود القادمة من فلسطين المحتلة، نظرة الوداع الأخيرة عليه، وألقيت العديد من الكلمات التي عددت مناقب الفقيد ومآثره ومواقفه الوطنية المشرفة.
وقد شيّع جثمان الفقيد إلى مثواه الأخير في مقبرة البلدة حيث لف نعشه بالعلم الوطني، وسار المئات في جنازته، حمل العديد منهم علم الوطن الأم.
وصليت صلاة الجنازة في «ساحة الشهداء» حيث ألقيت ثلاث كلمات: واحدة باسم أهالي الجولان، وأخرى باسم الأسرى، وثالثة باسم آل الفقيد، ليوارى الجثمان الثرى في قبر منفرد بجانب رفاقه السابقون من المناضلين والشهداء من أبناء الجولان المحتل، كلها أكدت على متابعة مسيرة المقاومة.. مقاومة الاحتلال الإرهابي الصهيوني حتى زواله ويعود الجولان حراً إلى الوطن الأم سورية.
رسالة وموقف وقضية
من جانبه الأسير المحرر عطا فرحات قال في تأبين الشهيد الولي: إن الشهيد الولي تحدى خلال سنوات نضاله داخل سجون الاحتلال كل أساليب المحتل التعسفية من إهمال طبي وحرمان من رؤيته لأهله لفترات طويلة، فضلاً عن صراعه مع مرض عضال أصابة خلال سنوات السجن، وذلك في سبيل نيل الحياة الكريمة له وللأجيال من بعده والتحرر من دنس الاحتلال الصهيوني، مجسداً في سنوات نضاله الحياة العزيزة التي يجب أن يكون للإنسان فيها رسالة وموقف وقضية..
هذا وقد تحدث العديد من رفاق الشهيدعن مواقفه البطولية أثناء تصديه لقوات الاحتلال الإرهابي الصهيوني من خلال الحركة الوطنية المقاومة للاحتلال، موضحين أن رفاق الشهيد قد خسروا واحداً من مؤسسي هذه الحركة من جهة، وواحداً من أهم المقاومين للاحتلال.
يعتبر سيطان الولي واحداً من أبرز أسرى الجولان الذين صقلهم الأسر فخرج إلى الحرية مناضلاً عنيداً مثقفاً واسع الاطلاع، ذا رؤية سياسية واضحة لمعطيات الواقع ومعضلاته، فكتب عشرات المقالات والتحليلات التي نشرت في وسائل الإعلام المحلية، بالإضافة إلى كتاب بعنوان «سلال الجوع» أصدره في العام 2006، وهو لايزال في الأسر، تحدث فيه عن نضالات الحركة الأسيرة داخل السجون الإسرائيلية.
وبوفاة سيطان الولي تكون الحركة الوطنية في الجولان المحتل قد خسرت مناضلاً عنيداً ومثقفاً وناشطاً سياسياً واجتماعياً من طراز نادر صاحب رسالة وقضية وموقف.