إنها سورية لو يعلمون، هنا حيث رسمت الشمس مشوارها الأول، وحيث تبقى قبلةُ غروبها مرتسمةً على شاطئ بحرها الجميل، وحيث أبناء سورية يسيّجون ترابها بأهدابهم والعيون..
حاول البعض اختلاق الأزمة، فاستغلت بعض وسائل الإعلام التي عرّتها الأحداث الأخيرة الوضع للحديث عن أزمات حقيقية على المعابر الحدودية بيننا وبين الدول المجاورة وأن بعض هذه المعابر أُغلق وأن الإجراءات تستمر ساعات وساعات، ما يخلق زحمة غير مسبوقة على هذه المعابر ومنها معبر الدبوسية غرب مدينة حمص على الحدود الإدارية لحمص مع طرطوس، ولأن الصورة غير ذلك تماماً فقد توجهت (الثورة) إلى هناك لتنقل حقيقة الوضع على هذا المعبر والذي استمر على فاعليته وإيجابيته التي كانت سائدة قبل هذه الأحداث المفتعلة في سورية.
عندما وصلنا إلى مركز الدبوسية الحدودي غرب تلكلخ، وقبل أن نسأل أي شخص هناك عن أي مسألة لم نلحظ أي شيء استثنائي، فالحركة انسيابية عبر المعبر وإجراءات التفتيش عادية ولا تستغرق أكثر من بضع دقائق و (أهلاً بكم في سورية) هي تحية الترحيب بكل قادم و (رافقتكم السلامة) هي ما يسمعه المغادر.
السيد ناصيف قيصون أمين جمارك الدبوسية تحدث عما يقال وعن واقع الحال في هذا المركز فقال: الأمور هنا تسير بشكل طبيعي ولا توجد أي إشكاليات والحركة انسيابية وإجراءات التفتيش كما تابعتم عادية، وإن لاحظ البعض تشددنا بالتفتيش فهذا حقنا وواجبنا تجاه بلدنا، أما ما تحدث به الإعلام الخارجي فهذا وبكل أسف محاولة لاختلاق مشكلة دون أي مبرر.
وعن الإجراءات التي تخضع لها السيارات والمغادرون أو القادمون عبر مركز الدبوسية قال قيصون: الإجراءات عادية جداً، التفتيش بأقصى سرعة وكل هذه الإجراءات من تفتيش وتقديم بيانات وكشف وقبّان لا تأخذ أكثر من نصف ساعة بالنسبة للشاحنات أما بالنسبة للسيارات السياحية فلا تأخذ أكثر من عشر دقائق، ونعمل في هذا المركز وفق أدوات التفتيش المتاحة للحفاظ على أمن بلدنا وعدم السماح بمرور أي شيء يمكن أن يعكّر حياتنا الهادئة في سورية وكوادرنا تعمل ليل نهار لضبط الحالات غير النظامية ..
وردّاً على سؤال آخر قال أمين جمارك الدبوسية: لم تتأثر الحركة عبر هذا المعبر بالأحداث التي شهدتها سورية مؤخراً وبقيت حركة الوفود السياحية القادمة بحالة جيدة والجميع يعرفون أن كلّ ما يقال عن الوضع في سورية فيه الكثير من المبالغة وأن ما ينشره الإعلام الخارجي مغرض.
قيصون ختم كلامه بتوجيه التحية لشهداء الوطن وللسيد الرئيس بشار الأسد مؤكداً أنّ ما تمرّ به سورية ليس إلا غيمة صيف وستنجلي قريباً إن شاء الله.
تحولنا بعدها إلى نقطة العبور تماماً واستوقفنا بعض السيارات المغادرة والقادمة وإليكم ما قاله المارّون عبر مركز الدبوسية.
السائق محمد مسامح (سوري – سيارة ركاب سياحية) قال: الأمور طبيعية وتعاون الشباب معنا من أحسن ما يكون والتفتيش طبيعي جداً ولا تستغرق الإجراءات كلها أكثر من عشر دقائق وكل ما يقال في وسائل الإعلام الخارجية لا أساس له من الصحة.
السائق عبد الله (سوري – قادم من لبنان) قال: لم يتبدّل أي شيء بالنسبة للحركة على هذا المعبر وكل شيء طبيعي وكما تلاحظ دقائق قليلة ونمرّ دون أي تعقيد.
السائق محمد ظافر (لبناني – مغادر إلى لبنان) قال: ما أحلى سورية، لا يوجد أجمل منها وكل شيء هنا من أحسن ما يكون، أنا قادم من حلب وكل ما يقال على الفضائيات مبالغ فيه جداً، كلّ الأمور مسهّلة ولا توجد أي منغصات وشكراً لجميع موظفي وعمال هذا المركز ورجال الأمن فيه لأن الجميع متعاون لأبعد الحدود.
منى الأكشر (سورية – متجهة إلى لبنان) قالت: لم نتعرّض لأي إجراء استثنائي كل الأمور جيدة على هذا المعبر ولا نلتفت لما تقوله الفضائيات المنحازة للخارج وبإذن الله ستُبتر يد الفتنة وتعود الأمور إلى حالها الطبيعية.
مي يوسف (سورية – متجهة إلى لبنان) قالت: نحن من بلد الاستقرار والأمان وهذا أجمل ما لدينا فلماذا يحاول البعض سلب هذا الأمان منا؟ بالتأكيد لن يقدروا وستبقى سورية حضن كل العرب والملاذ الآمن للجميع.
عمال وموظفو مركز الدبوسية ورجال الأمن المتواجدون في هذا المركز أكدوا أنهم سيبقون تلك العين الساهرة على أمن الوطن والمواطنين ولا مشكلة لديهم إن داوموا 24 ساعة يومياً فالمهم هو أن تبقى سورية كما كانت وكما هي الآن بلد الأمن والأمان والقلب الذي يحتضن الجميع ويحب الجميع، وقد تسابق موظفو مركز الدبوسية للتعبير عن حبهم لسورية ولقائد سورية وعن اعتزازهم بالوحدة الوطنية والتي لم تزدها هذه الأحداث إلا قوة وإنهم لن يتخلوا عنها وإن عظم الثمن وكبرت التضحيات فالوطن بالنهاية هو الأغلى من كل غال.