وقال الدكتور غسان غنيم استاذ النثر الحديث في جامعة دمشق ان ما تمر به سورية الان ليس جديدا فقد امتحنت من قبل في ازمات متعددة لكنها كانت دائما تتجاوزها بحكمة شعبها ووحدته الوطنية وحنكة قيادته.
وأكد غنيم في تصريح لوكالة سانا أن تجاوز ما حدث يكون أولا وقبل أي شيء بالتركيز في هذه المرحلة على الهدوء لصون دماء السوريين والانطلاق بشكل اقوى واكثر منهجية وعلمية في مشروع الاصلاح بمختلف جوانبه وتوجهاته.
وقال ان الاصلاحات التي أقرت وتلك التي وعدت القيادة السياسية بتحقيقها كافية للانطلاق نحو حوار وطني شامل تشارك فيه كافة اطياف المجتمع المعرفية والسياسية والحزبية تحت سقف الوحدة الوطنية الذي يجب ان يكون خطا أحمر يجب عدم تجاوزه نهائيا.
وأشار غنيم إلى ضرورة سن قوانين عصرية تتعلق بالاحزاب والاعلام واصلاحات تنال القضاء من حيث الاستقلال والمساواة امام القانون ومحاربة الفساد والبحث في قضايا المواطنة والعدالة الاجتماعية والخروج من الصيغ المألوفة التي تجاوزها الزمن بقوانين ومعطيات جديدة.
وختم بالقول ان سورية بلد يتمتع بحضارة عمرها سبعة الاف سنة تشكل ارثا حقيقيا يجب الاعتماد عليه لمحاولة احتواء ما يجري.
بدوره اشار الدكتور خالد حلبوني نائب عميد كلية الاداب بجامعة دمشق الى أن سورية تتعرض لمؤامرة خيوطها قديمة جدا وسببها الاساسي موقع سورية والارث الوطني الذي تحمله ومكانتها كدولة ممانعة.
وبين ان من يقوم بالاعمال التخريبية في سورية هم اشخاص مرتبطون باجندة خارجية وحريصون على تنفيذها وقد استغلوا الظروف والتغيرات التي يشهدها عدد من الدول العربية في هذه الفترة من الزمن.
واشار الى ان هذا المخطط مدعوم من قبل وسائل اعلام منظمة كان لبعضها في وقت من الاوقات مصداقية كبيرة لدى الشعب السوري وتبين فيما بعد ان كل هذه المصداقية كانت خدعة من أجل أهداف بدت أكثر وضوحا في هذه المرحلة.
وأضاف ان الشعب في سورية شعب واع لهذه المؤامرة ولن يستطيع أحد أن ينال شيئا من اللحمة الوطنية والالتفاف الواسع حول شخصية السيد الرئيس بشار الأسد.
من جانب اخر اعتبر الدكتور حلبوني ان وسائل الاعلام السورية خطت خطوات مميزة في هذه المرحلة عما تعودناه سابقا متمنيا ان تتطور اكثر في مهنيتها من خلال ملامسة الواقع والاحتكاك بهموم الناس اكثر.
من جانبه الدكتور غسان غصن عبود الاستاذ في قسم الفلسفة في جامعة دمشق رأى أن ما يحدث في سورية هو مؤامرة بدأت في دول عربية لكنها كانت في النهاية تستهدف سورية وقد دفعت لها ملايين الدولارات وجيشت لاجلها فضائيات وعالم افتراضي واسع وخطير للغاية.
واعتبر ان هناك خلطا كبيرا حدث في الفترة الماضية لمفهوم التظاهر فالمظاهرة السلمية لا تكون بحرق الممتلكات وقتل عناصر الشرطة والامن وهذا الامر غير قانوني وغير مقبول في اي دولة من دول العالم.
واضاف الدكتور عبود انه على يقين بان شباب سورية يملك الوعي الكامل والقدرة على التغلب على المشكلة منبها الى ضرورة محاسبة الفاسدين ووضع قوانين حاسمة للقضاء عليهم مهما كان موقعهم ومركزهم فالفاسد لايمكن ان يكون مخلصا لوطنه.
ورأى ان سورية تعاني من مشاكل مزمنة يجب القضاء عليها ولكن بالحوار بين الدولة والمواطن دون تدخلات خارجية لا من مجلس الامن ولا من الدول التي تدعي الديمقراطية.
أما الدكتور دياب الراشد الاستاذ في قسم اللغة العربية فاعتبر ان الطريقة التي عالج بها السيد الرئيس بشار الأسد المشكلة بالحوار والتفاهم مع الوفود من المحافظات المختلفة وسؤالهم عن احتياجاتهم تكفي ليكونوا اوفياء لهذا الوطن.
واكد ضرورة التعامل بطريقة واعية وراقية مع الاحداث وتفعيل دور الطبقة المثقفة للتعامل مع الخصم ومحاورته اضافة الى ضرورة القضاء على الفساد والمركزية وتوزيع الصلاحيات بين الدولة والمواطن بشكل يحقق مصلحة الوطن.
بدوره أشار الدكتور عدنان عبود استاذ في قسم الفلسفة بكلية الاداب بجامعة دمشق الى حجم المؤامرة الكبيرة التي حضرت لسورية مؤكدا ضرورة ان نكون يدا واحدة لانه لا سبيل لنا ولا خلاص لهذا البلد وانقاذه الا بالوحدة الوطنية الحقيقية.
وبين انه من واجبنا كسوريين مواجهة هذه المؤامرة التي تهدف الى تفتيت هذا البلد وضرب وحدته ولحمته الوطنية والاجهاض على مشروعه القومي والوطني.
وأشار الى أن الاصلاحات التي صدرت عن القيادة السياسية لم تأخذ فرصتها الحقيقية على ارض الواقع مؤكدا ان هناك قوى استغلت مطالب الناس المحقة ودخلت على الخط لمنع مشروع الاصلاح نفسه لانه ليس من مصلحتها تنفيذ هذه الاصلاحات بل هدفها التصعيد الذي يخدم مصلحة القوى التي تقف وراءها.
وختم ان اغلبية السوريين ينتابهم الحزن والاستهجان لما يحصل لان هذه الافعال غريبة على المجتمع السوري بكل شرائحه ومكوناته.