تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحقيقة الساطعة .... مازالوا يبحثون بين الخراب و الأمل المفقود

المصدر:
مجتمع
الأثنين 9-5-2011م
بشرى حاج معلا

لم يرضِ.. ولن يرضي القنوات الخارجية ما بثته وما تبثه على شاشاتها لأنها لم تصل إلى النتيجة التي تريدها بعد!..

بات يقينها هلوسة.. وباتت يقظتها حلماً يبتعد رويداً رويداً.. وبات تحديها لوطنية الشعب السوري سراباً.. بعد أن حولت الواقع الإلكتروني السوري إلى ساحة حرب حقيقية خلال الأيام الماضية.. بين مؤيدي الرئيس بشار الأسد وبين مايسمون أنفسهم افتراضياً (معارضون) من خلال الدعوة التي يطلقونها للاعتصام للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية.. وغيرها.. ولكن هيهات..هيهات.. فمقدرتها على اختراق الوطنية التي يتميز بها كل فرد فينا عصية.. وأحلام يقظتها مجانية.. فالمسيرات شاركت فيها الملايين وعشرات السيارات التي تحمل علم سورية وصور السيد الرئيس بشار الأسد، يخرج من نوافذها شبان يهتفون «بالروح بالدم نفديك يابشار».. شهدتها الشوارع وعلى مدى الأيام الماضية مع نضال مشهود للشباب السوري الذي ساهم في صد ورد كل الدعوات المشؤومة والمشبوهة لتصدير فوضى الفوضويين وهم المتوهمون إلى سورية، وسجلوا نصراً فرغ التعبئة المشبوهة لدعوات الفوضى والوهم.. ولكن مازال أملهم المفقود ينادي ويبحث بين الخراب وكالغراب ليجعل من كل مسيرة مؤيدة.. مظاهرة مبعثرة ومفبركة.. لكن لن يستطيعوا.. لأن من يمتلك الإيمان بما له وما عليه هو شعبنا الشريف.. أولاً وأخيراً..‏

من خلال الأحداث التي جرت مؤخراً تبين بوضوح مدى التلفيق وبكل جرأة.. والكذب العلني ودون استحياء.. شهود عيان بالجملة ينظرون ويتحدثون إلى الفضائيات.. وبتقمص لشخصيات لاعلم لها بما يحكى على لسانها.. وتحريض فاضح بعيد عن الأخلاقيات المهنية بما يتعلق بالإعلام خاصة.. ناسين المقدرة التي يتميز بها شعبنا على إظهار الحقيقة أينما كانت وكيفما ظهرت، ولكنهم لايريدون التصديق.. هذا شأنهم!!.‏

وكما حدث للدكتور محمد عبدالرحمن «طبيب الأسنان» عندما فوجئ بما يحكى على لسانه لدى إحدى القنوات الفضائية العربية وتقمصهم لشخصيته.. وغيره الكثيرون..‏

بالإضافة إلى إطلاق شعارات مهمتها التكرار الدائم.. لتجري ضمن حرب المصطلحات.. ومحاولات الإبهار بشتى صورها..‏

لكن إذا سألنا ماذا يريدون؟ نجدهم وللأسف لايريدون سوى الفوضى المنظمة فقط.. كما تحدثت بها كوندليزا رايس سابقاً.. وهنا التحدي سيبدأ لتمريغ أنوفهم في تراب قذارتهم..‏

من رحمة الله.. إلى رحمة القنّاص!!‏

شائعات كثيرة فبركت.. وقصص كثيرة تداولها الشارع بسبب وجود أشخاص عديمي الإنسانية.. فاقدي الكرامة الوطنية.. ولأنني لا أريد الابتعاد.. فأحد أقاربي توفته المنية لأن الله تفقده وبالإرادة الطبيعية.. فوجئنا بالأخبار التي ترد من هنا وهناك بأن القنّاص أصابه ومن خلال الأسطح التي يسترقها.. «لتتصدر الوفاة الطبيعية المحقة فعلاً..» وغيرها الكثير من الأحداث الطبيعية التي أخذتها وتأخذها الإشاعة من النوافذ والأبواب حتى.. وربما المقصد الأساسي لها تغييب الحركة الأساسية للسياحة التي تزدهر بها سورية بشكل عام.. وترهيب للأشخاص والمؤسسات بوجود المتظاهرين في كل مكان وخاصة السفاحين.. وتترك للشك المجال الأكبر، لكن العيش في هذه المعادلة خطأ فادح.. والشعب لاينقصه الحب لسورية والوعي والمقدرة على التحليل العلمي والحمد لله.. بدءاً من الأطفال مهما كانت أعمارهم.. ولكن سيولد الجنين الوطني ويراه الجميع إن شاء الله..‏

بعد نحو عشرين يوماً من إنشاء الصفحة على الموقع الاجتماعي (الفيس بوك) أصيبت «إسرائيل» بالهلع وبعد أن وصل عدد الأعضاء إلى أكثر من ربع مليون مشترك بسرعة غير مسبوقة.. وعلى الفور يرسل وزير الإعلام «الإسرائيلي» رسالة إلى الفيس بوك يطالبه بالإغلاق الفوري للصفحة بدعوى أنها تحريض من شأنه أن يلحق الأذى باليهود و«بإسرائيل».. وتستجيب الفيس بوك وتغلق الصفحة وصفحات أخرى مشابهة تجمعها صفحة واحدة « الثورة على إسرائيل» وذاك خط أحمر لايجوز تخطيه!! وليبقى أمن الدول العربية بعيداً عن التفكير!!.‏

فطالما تجري الثورات العربية «عربية» فلا بأس بالحرية!! إنما أن تقترب من «إسرائيل» فهذا حرام..! وهنا تتحول الحرية إلى تحريض.. أما التخريب الذي يجري الآن وعلى مرأى من جميع الفضائيات فهو الحرية بذاتها بالنسبة لهم..‏

أما شبابنا على الفيس بوك الآن فقد أظهروا نضالاً بارعاً بكل ماتحمله من معنى.. وأشخاص كثيرون بات وقتهم (24) ساعة على المواقع والغرف العديدة رغبة في التصدي لهذه الهجمة الإعلامية وهذا ماحصل من إغلاق «صفحة الثورة السورية» مؤخراً.. وتكذيب العديد من الفبركات الإعلامية وبكل شهامة..‏

كصحافة محترفة طبعاً لايمكن اعتمادها كحقائق دامغة، إنما يمكن للمقاطع التي تبث أن تشكل قناعة ما عند الصحفي المحترف، فالأخبار لاتنقل بالقناعات، وخطورة النقل عن هذه المصادر.. غياب المصدر الخاص بوسيلة الإعلام، ومن الممكن التضليل بعرض الوسيلة الإعلامية.. وهنا القناة ستفقد الكثير من مصداقيتها.. وخاصة بعد ما تناقلته وتنقله الكثير من الفضائيات العربية.. فالمراسل يمكن أن يكون متورطاً بشكل أو بآخر..‏

لذا يستلزم ذلك كادراً كبيراً من المراسلين.. وإدارة تحرير خبيرة تفرز المعلومات وتنشر ماهو موضوعي ومؤكد منها وهذا لايحصل لدى القنوات التي تصنف نفسها حيادية..‏

في النهاية.. وكما يقال: «الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها».. فدعوات بالجملة تصدرت.. تحت غطاء الإسلام وتحت معان كثيرة ولكن النتيجة واحدة.. والغرض منها واحد ولكن شعبنا بكفاءته الأخلاقية.. ووعيه الكبير لايؤمن بما يقال ومايجري.. لأن المراهنة على زعزعة الوحدة الوطنية لدى كل أطياف سورية فشلت.. وستفشل مادامت هناك ضمائر حية.. ونخص بالذكر كل أبناء سورية الحبيبة فرداً فرداً.‏

فجزى الشدائد كل خير.. فالمحبة ولدت مشاعر أكبر.. ويقينا كاملاً أن سورية كلها تردد الوطن في قلوبنا وبأروحنا نفتديه .. والجنود المجهولون هم كثر.. فكفى مراهنة..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية