تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لماذا نحن مختلفون؟... اضطراب حيوي عصبي ينقص التركيز ويزيد الحركة

المصدر:
مجتمع
الأثنين 9-5-2011م
منال السماك

يعتبر النقص في التركيز وكثرة الحركة ADHD من أكثر الاضطربات انتشاراً بين الأطفال والمراهقين، حيث يبدي البعض منهم بعض التصرفات التي تثير ضيق الأهل وقلقهم عن سببها، ويطرحون عدة تساؤلات عن أسباب هذا الاضطراب وطريقة علاجه، وعما إن كان سيؤثر على حياة الطفل ومستقبله.

كيف نعرف أنهم مصابون؟‏

يتصف هذا الاضطراب بالأعراض الرئيسية التالية وهي كثرة الحركة والاندفاع والنقص في التركيز، حيث يتململ الطفل ويجد صعوبة في اللعب بهدوء، ويواجه صعوبة في ملازمة مكانه، فهو دائم الحركة ويندفع كما لو أنه مزود بمحرك يتكلم بشكل مفرط ويركض مهتاجاً وفي أوقات غير مناسبة، ويجد صعوبة في انتظار دوره، فغالباً ما يقاطع الآخرين، ويتسرع بالإصابات قبل اكتمال الأسئلة، ويتدخل في عمل الآخرين ويخالف التعليمات.‏

ومن أعراضه أيضاً أن الطفل أو المراهق يجد صعوبة في مواصلة الانتباه والتركيز، حيث يبدو أنه غير منصت، فيمكن تشتيت انتباهه بسهولة، ويرتكب هفوات تنم عن عدم الاكتراث، ويجد صعوبة في تنظيم المهام أو إنجازها، ويتجنب النشاطات التي تتطلب منه جهداً عقلياً متواصلاً، ويفقد الأشياء بسهولة.‏

بالطبع يتصرف الأطفال جميعهم بهذا الشكل من وقت لآخر، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنهم مصابون بهذا الاضطراب، فالأطفال المصابون غالباً ما يتصرفون على هذا النحو بشكل حاد أكثر مما هو متوقع من أبناء جيلهم، وتبدأ أعراض ADHD بالظهور قبل سن السابعة وغالباً ما تصبح بارزة خلال أول سنتين في الدراسة، ومن المقرر أن يصيب هذا الاضطراب نحو 5٪ من الأطفال الذين بلغوا سن دخول المدرسة، فضمن صف نموذجي مؤلف من 30 تلميذاً هناك تلميذ أو تلميذان مصابان به.‏

ومن اللافت أن نسبة الإصابة بكثرة الحركة والاندفاع أكثر ارتفاعاً لدى الفتيان، في حين نسبة الإصابة بعدم الانتباه أكثر ارتفاعاً لدى الفتيات، بما أن عدم الانتباه لا يظهر بشكل واضح لكثرة الحركة والاندفاع، قد يكون تشخيصه لدى الفتيات أكثر صعوبة.‏

للوراثة دور‏

لهذا الاضطراب ارتباط بالوراثة، فإن كان هناك ضمن العائلة طفل مصاب به، فهناك احتمال بنسبة 30 - 40٪ في أن يكون شقيقه أو شقيقته مصاباً بهذه الحالة، والحلقة الأقوى هي التي تربط بين توءمين، إن كان أحدهما مصاباً به، فهناك احتمال 90٪ أن يكون التوءم الآخر مصاباً بهذه الحالة.‏

وعن أسباب هذا الاضطراب يؤكد المختصون بأنه لا يعزى إلى سوء التربية أو عدم الانضباط، ولا ينجم عن المشاهدة المفرطة للتلفاز أو النظام الغذائي السيىء، إنما هو اضطراب حيوي عصبي، وهذا يعني أن أسبابه ترتكز على أسباب بيولوجية دماغية، وبالرغم من أن السبب لم يتم فهمه بالكامل فمن المعتقد أن هذا الاضطراب ناجم عن تفاوت في مستوى بعض المواد الكيميائية في الدماغ المسؤولة عن التحكم بالنشاط الدماغي المتصل بسلوكيات الاندفاع والانتباه.‏

وحدة وملل‏

غالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب لا سيما الأطفال الأكبر سناً من حالات أخرى تسمى حالات مصاحبة يمكن أن تعقد تشخيص الاضطراب منها، اضطراب التحدي المعارض واضطراب السلوك، والاكتئاب أو القلق النفسي أو صعوبات التعلم وأحياناً صعوبات لغوية أو سمعية أو صعوبة في القراءة والكتابة.‏

إن الـ ADHD مرض بيولوجي عصبي يظهر أن الحياة محبطة ومغيظة بالنسبة للأطفال، فقد تتداخل الصور والأصوات بشكل مستمر مصحوبة بعدم الانتباه وتشتت الأفكار والملل هذه الحالة قد تجعل من الصعب تكوين الصداقات والحفاظ عليها، ما يؤدي إلى الشعور بالوحدة وضعف التقدير للذات، فهؤلاء الأطفال المصابون بالاضطراب مختلفون إنما لا يدركون غالباً ما هو سبب ذلك، حيث يتساءل «لم أنا مختلف» حيث يمكن لبعض الأطفال أن ينجزوا العمل المطلوب خلال نصف المدة التي يحتاجها لإنهائه.‏

علاجه نفسي وسلوكي‏

ومن العلاجات المتوفرة، العلاج النفسي والعلاج السلوكي، حيث يساعدان الأهل والطفل على إبراز تغييرات إيجابية في السلوك، وباستطاعتها أن تحسن حياة الأطفال من الناحية الاجتماعية والدراسية والعائلية، هذا إضافة إلى الدواء والوسائل التربوية التي تستعمل أساليب تعليمية متخصصة تراعي حاجات الطفل الفردية، ويتفق الخبراء ومعظم الاختصاصيين على أن الجمع بين الدواء والعلاج النفسي والعلاجات السلوكية والدراسية التي تراعي الحاجات الفردية لكل طفل يشكل الطريقة المثلى لمعالجة هذا الاضطراب وتحسين السلوكيات التي تسبب القلق.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية