فقد نشرت مجلة «البيئة والتنمية» أخيراً تحقيقاً عن أضرار النفايات البلاستيكية وخصوصاً الأكياس، حيث تقدر الإحصاءات الدولية أن نحو 500 مليار كيس تستخدم في أنحاء العالم سنوياً، ولايعاد تدويرها إلا بنسبة أقل من واحد بالمئة، بينما تنتهي المليارات منها في الطبيعة، في الحقول وعلى الأشجار والأسيجة وتترسب في قاع البحار والمحيطات، كما أنها تتسبب بسد مجاري تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي وبالتالي حدوث فيضانات وتلوث التربة لبطء تحللها وتركيبتها.
وللحد من أضرار هذه الأكياس اتخذ بعض الدول إجراءات حاسمة، واللافت أن بينها دولاً فقيرة جداً.. فبنغلادش وأوغندا وجنوب إفريقيا ومعظم المدن الهندية الكبرى، منعت استخدام أكياس البلاستيك الرقيقة، وسيمنع استخدامها في كينيا، وفرضت إيرلندا ضريبة على كل كيس ما أدى إلى خفض استخدامها بنحو95٪ أما تايوان فقد منعت جميع أنواع السلع المصنوعة من البلاستيك التي ترمى بعد الاستعمال مثل الصحون والأكواب والملاعق والشوك والسكاكين، إضافة إلى أكياس النفايات.
أما الدول العربية فلا تزال غائبة عن السمع، حيث لم تصدر أي مبادرة للحد من استخدام أكياس البلاستيك، ويقدر استخدام العرب سنوياً بـ 25 مليار كيس تنتهي كلها في النفايات أو الطبيعة.
وتكمن المشكلة في أن أكياس البلاستيك، وخصوصاً تلك التي تقل سماكتها عن 30 ميكروناً (يساوي الميكرون واحداً على ألف من الميلليمتر)، صعبة التدوير من جهة، وتدويرها مكلف من جهة ثانية، على حين أن إنتاجها وحرقها وطمرها يلوث الهواء والتربة والماء.
وتقول الدراسة: إن استخدام الأكياس الورقية ليس حلاً، فعدا عن أن هذه الأكياس تصنع غالباً من ورق جديد ينتج من لب الأشجار المقطوعة، فإن صنعها يلوث بدوره المياه والتربة والهواء.
أما الحل فيمكن حالياً في اقتناء أكياس ومحافظ خاصة نأخذها معنا عندما نقصد الأسواق للتسوق، كما يفعل الكثير من الأوروبيين والأميركيين في غضون ذلك يعمل بعض الصانعين على إنتاج أكياس تتحلل بيولوجياً أو قابلة للتسميد وهي مصنوعة من نشويات، لكن ارتفاع سعرها مازال يعوق استعمالها على نطاق واسع.
وبانتظار حل جذري ستبقى هذه الآفة إحدى المشكلات المستعصية التي تضاف إلى ما تنتجه الحضارة البشرية يوماً من مخلفات قاتلة.