تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لتشرق الشمس فوق جولاننا

الجولان في القلب
الأثنين 9-5-2011م
فراس الطالب

إذا ظل الماء مقيماً في المكان نفسه، لا يتزحزح عنه قيد أنملة ورفض المسير فعلينا أن نتوقع أن هذا الماء في طريقه ليصبح آسناً، وهذا يعني فساد لونه وطعمه ورائحته،

فالتغيير حركة طبيعية في نهر الحياة الجارف، فكما يتوالى الليل والنهار وكما تتعاقب الفصول، تتعاقب الأجيال ويغيب عن مسرح الحياة أناس وتحل محلهم وجوه جديدة، والمهم أن يؤدي كل منا الدور المطلوب منه في الحياة على أحسن وجه ليشعر برضاه عن نفسه، لأن إرضاء الذات يفوق إرضاء الآخرين مرات ومرات.‏

ويجب أن ننطلق في عملنا من قناعة راسخة أن البناء الشاهق الشامخ يجب أن يقوم أصلاً على قاعدة مكينة، وطوابقه التي نحرص على أن تكون راسخة، تحتاج إرادة وتصميماً كبيرين على متابعة المسيرة مهما بدا درب الوصول إلى الأهداف المنشودة شاقاً طويلاً، لنضمن ارتفاعه وثباته في المستقبل.‏

لكن ما يحدث أحياناً هو سوء تفاهم قد يظهر بصورة أخرى ليعكس عدم التقاء الأجيال على فكرة واحدة أو رأي واحد، وسوء التفاهم أمر طبيعي يرد إلى اختلاف المفاهيم والزاد الثقافي والمعرفي، ويأتي دور التكنولوجيا المتسارعة الخطوات ليزيد في هوة الخلاف عمقاً واتساعاً.‏

الآن ينظر أحياناً إلى المادة العملية التي يتلقاها ابنه اليوم على أنها أشبه بالوجبات السريعة التي تقدمها مطاعم عصرنا هذا، فالطالب في المدرسة بات يحتج على الأسلوب التلقيني في التدريس، ويرى فيه نوعاً من الأعمال الشاقة مردداً مقولة إن التكنولوجيا سهلت حياة الإنسان ويسرت أموره، وانطلاقاً من هذه القناعة يحجم مثلاً عن حفظ جدول الضرب لأن الآلة الحاسبة كفته عناء هذا الحفظ، ويدير ظهره للكتاب المطبوع لأن تصفحه(موضة) قديمة ولم يعد له ذلك المكان بوجود الكتاب الالكتروني، والحاسوب أخذ ينظر إلى المكتبة بعين السخرية.‏

ويجد الآن نفسه لا شعورياً مندفعاً إلى إجراء مقارنة بين تعليم الأمس واليوم، ويتحمس حماسة شديدة للماضي فيكيل المديح والثناء لمدارس أيام زمان، التي كانت تعلم الخط الجميل، وتزود الطالب بزاد معرفي غني يرافقه منذ سنوات الدراسة الأولى إلى مراحل متقدمة من العمر.‏

أما الابن الذي ينظر إلى ما يسمعه من الأب فيجد نفسه إذا أراد الموافقة على ما يسمع مضطراً إلى الأخذ برأي قد لا يروق له أو لا يقتنع به، ولعب دور ينأى عن لعبه، وتبدأ عملية نقاش طويل بين الأمس واليوم بين الأب والابن، وغالباً ما تصل عربتها إلى طريق مسدود.‏

لكن هذا الأمر لا ينسحب على حالة جولاننا الحبيب وهي حالة فريدة بامتياز، فهذا إجماع منقطع النظير من قبل الصغير والكبير، من قبل الرجل والمرأة، المثقف والبسيط على ضرورة عودته إلى صدر الوطن الأم سورية الغالية على قلوب أبناء الجولان كلهم دون استثناء.‏

وهناك التقاء بين أجياله كلها على ضرورة استخدام كل الوسائل المشروعة لاستعادته، لأن الهدف نبيل إلى أبعد الحدود، وهل هناك أنبل من هدف تحرير الجولان وتخليصه من براثن الاحتلال الإسرائيلي؟!‏

ماء الإصرار على استعادة الجولان جار متدفق، ولن يقف ولن يكف عن الجريان وهو الذي سيصنع الحرية القادمة فلتشرف ياصباح الحرية فوق ربا الجولان، فسورية كلها تنتظر شروقك وكلها اشتياق وتلهف لمعانقة ضيائك الرائع الآسر.‏

ferasart72@hotmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية