ولأن الشهادة نعمة إلهية لكنها ليست نعمة مجانية فمن ينلها له الشرف الرفيع باكتسابها، فبالتأكيد يؤمن بقضية ويتحد بحب الوطن حتى يستطيع أن يجود بأعز ما يملك الإنسان ويتحقق التحام الإنسان بالأرض فينتج ما يسمى شهيداً.
إن الشهادة امتياز روحي بدرجة شرف وطني تصل أعلى هامات المجد.
ولأن الشهيد هو الأمين في شهادته فإن الله هو من يختار الشهداء وليست مصادفة أن يخطئ أو يصيب من العدو.
إن بهاء السادس من أيار ودفق النور من قوافل شهداء السادس من تشرين ومواكب العز والشهادة من شهدائنا الجدد شبان العز والصدق هم عاهدوا الوطن أن يفدوه بدمهم وبصموا بأصابعهم العشرة على تصديق ذلك العهد.
هؤلاء الرجال الصادقون قرابين توافدت مواكبهم مع مواسم (شقائق النعمان) في الربيع فوق كل قبر شهيد تفتحت آلاف الزهور البرية ومايلي درجتهم الرفيعة في العطاء دموع أمهاتهم الممتزجة بالفخر وزهو آبائهم وأهالي بلداتهم أن الله منّ عليهم بشهيد يبارك المكان ويحفظه كتعويذة من دنس أي عدو.
إن الزغاريد التي علت يوم السادس من أيار عندما نصبت المشانق لأعمدة النور المضاءة حتى يومنا وحتى الأبد وصيحات الرجال يهتفون:
نحن أبناء الألى
شادوا مجداً وعلا
نسل قحطان الأبي
جد كل العرب
إن ذاك النشيد لايزال ترنيمة وأيقونة أكملها أبطال الجيش العربي السوري حماة الديار الأبرار، رجالنا الذين صدقوا على ما عاهدوا الله والوطن عليه.
نحن خجلون أمام عطائكم نستحي من هذا الكرم نحمل شموعنا وعرفاناً بالجميل مدى الدهر وعلى دربكم سائرون.