تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


جميعنا فداء للوطن

ثقافة
الأثنين 9-5-2011م
فاتن دعبول

«ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون» صدق الله العظيم.

في السادس من أيار من كل عام تحتفل سورية بعيد الشهداء وسيتذكر أبناؤها بكل فخر واعتزاز التضحيات الكبيرة التي قدمت على مذبح الوطن فلتنحن هاماتنا إجلالاً لأولئك الذين تساموا إلى مرتبة الصفاء الروحي وضحوا بأرواحهم لتنعم الأجيال من بعدهم بحياة كريمة عزيزة.‏

ولم يكن شهداء السادس من أيار الذين لم تزل قاماتهم الشامخة تملأ ساحتي المرجة والبرج في دمشق وبيروت منذ خمسة وتسعين عاماً سوى أولى القوافل التي عبرت طريق الحرية لتسير عليه القوافل الأخرى جميعها التي نالت هذا اللقب المقدس في معارك الشرف والبطولة ضد المستعمر.‏

والسؤال: لماذا اختير هذا التاريخ للاحتفال بعيد الشهداء؟ على أثر اكتشاف السلطات العثمانية وثائق يطلب فيها وطنيون سوريون من الإنكليز والفرنسيين التخلص من الحكم العثماني إما بالالتحاق بالثورة العربية أو الطلب من الفرنسيين احتلال لبنان حيث أقام والي الشام جمال باشا السفاح محكمة صورية في «عاليه» جبل لبنان وأصدر أحكاماً بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى على عدد من الوطنيين في دمشق وبيروت الذين لم يطيقوا السكوت على الظلم والابتزاز الذي ناءت تحت وطأتهما كواهل الناس ونفذت أحكام الإعدام شنقاً على دفعتين، الأولى في الحادي والعشرين من آب عام 1915 والثانية في السادس من أيار عام 1916 في كل من ساحة البرج في بيروت وساحة المرجة في دمشق، فكانت جثث هؤلاء الأبطال المعلقة في ساحات دمشق وبيروت أفضل أشكال الدعاية الثورية والدعوة إلى الحرية، فكل الرحمة لشهداء الأمة العربية.‏

ولئن كانت الشهادة حالة وجدانية متجذرة في التضحية والإيمان والقناعة تتمثل عزاً وفخاراً منذ لحظة نبأ الاستشهاد فقد استمد عيد الشهداء هذا العام بريقاً جديداً أضافته إليه دماء الشهداء الزكية التي روت أرض الوطن بمواجهة المجموعات الإرهابية المتطرفة.‏

فعلى مساحة سورية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها توزعت مواكب الشهداء وزرعت ساحات الوطن بالهتاف للشهيد لتبدو الوحدة الوطنية السورية في أعظم صورها والصرخة واحدة كلنا فداء للوطن.‏

وما العطاءات التي قدمتها القيادة السورية إلى عائلات الشهداء إلا دليل جديد على الأهمية التي توليها سورية قيادة وشعباً لمن بذل دمه فداء للوطن وضحى بالغالي والنفيس لأجل إعلاء رايته.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية