ورغم صعوبة البت السريع في بعض القضايا الكروية المعلقة , إلا أن الاستقرار وبوصلة الاتجاهات , يتطلبان تحديد الموقف واتخاذ القرار الصائب , في لجة من الضبابية والمشهد المشوش , فاختيار نقطة الانطلاقة , سباق محموم مع الزمن , تلهث كرتنا للتغلب عليه ومنعه من تجاوزها .
المنتخب الكروي الأول دائماً في واجهة الأحداث , وفي عين الإعصار ومركز القرار , وهو الهم الذي يوحد جهود الجميع , والاهتمام الذي يجمع دأب المعنيين , وبين الهم والاهتمام تفاصيل دقيقة ومفردات مهمة , لابد من تفحصها وتمحيصها ومناقشتها , فهي تشكل رافعة العمل الكروي الجاد , والضالة المنشودة التي يطاردها السعي الحثيث لبناء متماسك قائم على أسس وأركان متينة .
وبغض الطرف عن هوية المدرب القادم , إن كان محلياً أم أجنبياً , فإن مقومات النجاح واحدة , ومكونات العمل مشتركة , واتحاد اللعبة منوط به تهيئة الظروف المناسبة والأرضية الصلبة , ومنح الصلاحيات وتحري استقلالية القرار وحريته في الخيارات والإجراءات , ومراقبة سيرورة العمل بدقة , والتدخل عند الضرورة القصوى , ثم تقييم الأداء وحساب المردود , وأخيراً المحاسبة والمساءلة .
وعندما تكون جميع الأمور واضحة المعالم , فلن يتوانى أي مدرب في قبول المهمة , كما أن النتائج مرشحة لتصب في بوتقة تجسيد التطلعات وتحقيق الطموحات .