تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يحيـــى الحـــج عمـــر.. دخــل ســـجل الخالدين.. ذووه: أرواحنا ودماؤنا فداء للوطن

مراسلون
الاثنين 9-5-2011
فؤاد العجيلي

أدركت سورية قائداً وشعباً، المعاني السامية التي جبلت بها الشهادة، وتعرف بأنها اكبر من الكلمات وأكثر دلالة من كل البلاغات، وقد يكون من الصعب على اللغات استيعاب معانيها وأبعادها وجلال عظمتها، إنها قيمة القيم وذمة الذمم ورمز النقاء والارتقاء إلى عوالم الخلود الأبدي.

ومن هنا نجد أن الشهادة والشهداء في سورية قد حظيت باهتمام وتقدير القيادة التي وضعت هذه القضية ضمن أولوياتها الأولى وحرص القائد الخالد حافظ الأسد والسيد الرئيس بشار الأسدعلى إبقائها قيمة إنسانية مشرفة للأجيال.‏

بهذه الكلمات الجميلة والنابعة من القلب استقبلنا ذوو الشهيد الشاب يحيى عمر الحج عمر من حي البلليرمون في محافظة حلب، حيث أشار شقيقه الأكبر إسماعيل بأنهم سبعة إخوة الكل يقدم روحه فداء للوطن ودفاعاً عن كرامته...‏

ويتابع شقيقه الحديث عن قصة الشهيد بأن الشاب يحيى والبالغ من العمر 19 عاماً، قضى منها 11 شهراً في خدمة العلم، ضمن صفوف قواتنا المسلحة الباسلة درع الوطن، وذهب مع رفاقه لحماية أهالي درعا الأبرياء من غدر أولئك المندسين الذين يعيثون في الأرض فسادأً، ولكن في السابع والعشرين من شهر نيسان الماضي، كان هدفاً لأولئك الغادرين الذين اغتالوه برصاصهم ليلحق برفاقه وإخوته ضمن سجل الخالدين...‏

وأضاف إسماعيل حينما تبلغنا نبأ استشهاده غمرتنا الفرحة، ولكن بدموع هي للفرح أقرب لأن أخانا صار شهيداً، وكلنا الموت ينتظرنا وهو نهايتنا، ولكن كم هو جميل أن تنتهي حياة الإنسان بالشهادة، وعندما وصل جثمان الشهيد إلى الحي، نادى كل الحاضرين لقد وصل العريس – وصل عريس الوطن – وصل الذي وجد أن موته سبيلاً لعزة وكرامة العرب.‏

لقطات‏

أما والده الذي تجاوز الستين عاماً، فلم نجده في المنزل، إنما كان في أطراف الحي يرعى أغنامه ويقوم بتربيتها، لأنها من مصادر رزق العائلة، التي يعمل معظم أبنائها على سيارات لنقل الأحجار ومواد البناء من المقالع، الأمر الذي جعلهم ونتيجة وضعهم المادي أن يتركوا دراستهم ليمارسوا العمل من أجل مساعدة الأهل.‏

أما الحاجةأم إسماعيل والدة الشهيد، حينما التقيناها، قابلتنا بابتسامة الرضا بقضاء الله وقدره، محتسبة أجر ولدها عند الله، الذي وعده ربه بالجنة إلى جانب الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.‏

بينما شقيقه الأصغر خالد 17 عاماً، يقول بعد أشهر سأستلم دفتر خدمة العلم، لأذهب بعد ذلك وألتحق في صفوف جيشنا الباسل للدفاع عن عزة وكرامة الوطن.‏

ماذا بعد ؟‏

حقاً هذه سورية بوجهها الحقيقي، محبة ووفاء وولاء، ليس من اليوم فحسب، بل من يوم أن قرر قائدها الخالد أن تكون قضية فلسطين هي في سلم الأولويات، ولم ينقد إلى المساومات بل ظل محافظاً على كرامة وحريــــة شـــــعبه، ليأتي بعد ذلك القائد بشار الأسد ليعلن للملأ أنه ليس سورية بشعبها وقائدها هي التي تنحني، فنحن أمة لا تنحني إلا لله، ولن تركع إلا لله، ومن هنا كانت الشهادة هي الطريق الأقوم لبناء عزة وكرامة الوطن والمواطن.‏

الشهيد يحيى الحج عمر‏

يذكر أن الشهيد من مواليد محافظة حلب حي البلليرمون، عمره 19 عاماً، وهو من عائلة مؤلفة من سبعة اخوة، يعمل معظمهم بأعمال البناء والزراعة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية