فتكاتف أفراده الواعون لخطورة هذه المرحلة ليكونوا دروعاً بشرية في وجه المتآمرين وضعاف النفوس ممن وجهوا سلاح الغدر إلى صدور حماة الوطن فسقط الشهداء الذين ضحوا بأغلى ما يملكون فداء لتراب الوطن وأبنائه.
واليوم نقف مع شهيد تقاطعت حياته مع جميع شهدائنا الأبرار في حبه لوطنه وإخلاصه له، إنه الشهيد عمار جنود الذي زف للشهادة يوم الاثنين في 25/4/2011 وقدكان يتجهز لأن يزف لعروسه فعلق الشهادة وساماً على صدره وعلى صدور أفراد عائلته وقد كان يستعد لنيل شهادة الحقوق من جامعة تشرين.
إلا أن يد الغدر طالته عندما كان في محافظة درعا يؤدي واجبه في حماية الوطن والمواطنين فكان من بين الشهداء الذين سقطوا مع /15/ شهيداً من رفاقه.
والد الشهيد قال: مهما وصفت الشهداء فلن أفيهم حقهم لأنهم كالشمس الساطعة في قلوبنا التي لن تغيب أبداً ونحن نتمثل قول القائد الخالد حافظ الأسد «الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر» ولقوله إن «الوطن غال وعزيز وشامخ ولكي يبقى الوطن غالياً وعزيزاً وشامخاً يجب أن نقدم له التضحيات، أسمى هذه التضحيات الشهادة».
وما شهادة ابني عمار ورفاقه الأبرار إلا جزء من تلك التضحيات وذلك كي ينعم وطننا بعزة وفخار ويبقى علمه مرفوعاً وقائده عظيماً.
رحم الله جميع شهدائنا واسكنهم فسيح جناته.
وماقاله شقيق الشهيد ابراهيم لم يكن بعيداً عن كلام والد الشهيد الذي شكر الله وحمده على إكرام أخيه بالشهادة، وتابع استشهد عمار فداء للوطن فأهدانا الشهادة التي نعتبرها وساماً نزين به صدورنا.
كنا نهاتفه يومياً فيحدثنا كيف أنهم يؤدون واجبهم وهم عزل من دون سلاح حماية لأبناء الوطن وتنفيذاً لتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد، ويوم استشهاده نحو الساعة العاشرة مساءً اتصلنا فكان هاتفه خارج التغطية فلم ندرك ما حصل إلى أن اتصل بي أحد زملائه وزف إليّ خبر استشهاده.
وتابع: نحن وأولادنا فداء للوطن وكل مواطن حر وشريف يتمنى أن ينال شرف الشهادة، كنا نتمنى لو أن هذه الشهادة، كانت على أرض الجولان السوري الحبيب لإعادته.
وتابعت خطيبة الشهيد سارة بعد أربع سنوات من الخطوبة وقبل أشهر قليلة من الزواج وصلني خبر استشهاد عمار بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً من يوم الاثنين.
كان عمار إنساناً بمعنى الكلمة، طيب القلب، ويحب الخير لجميع الناس، اتفقنا أن نتحدى ظروف الحياة القاسية معاً وصممنا على الدراسة ونيل الشهادة الجامعية.
كان يكلمني يومياً من درعا ويخبرني أنهم ينفذون بعملهم توجيهات السيد الرئيس بحماية المتظاهرين ومنع إراقة الدماء ومدى التزامهم بذلك.
وفي آخر اتصال جرى بيننا قال لي: إذا ماأصابني مكروه اقرأي لي الفاتحة وزيني قبري بالرياحين وكوني قوية على المحن والصعاب.
أخيراً:
بالشهادة تصنع الكرامات، وبالشهادة تحرر الأوطان و الشهداء يشهدون بدمائهم الطاهرة على حبهم ووفائهم للوطن، ونحن نشهد أنهم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر.
الشهيد عمار جنود
هو أصغر إخوته مواليد عام 1980، درس في مدارس اللاذقية وبعد حصوله على الشهادة الثانوية، تطوع بالجيش إلا أن طموحه بإكمال دراسته لم يتوقف، فدخل كلية الحقوق في جامعة تشرين وتفوق في دراسته وفي نيله لأعلى الدرجات التي لم تقل عن 80 وحتى 95، وآخر مواده صدرت بعد استشهاده بحوالي الأسبوع.