في حين قال الإعلامي التونسي غسان بن جدو: إن سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد تقود سياسة وطنية وقومية فيما يتعلق بمقاومة الهيمنة الأجنبية حيث تحتضن دمشق فصائل المقاومة التي لم تجد عاصمة عربية واحدة تحتضنها وتدعمها.
فقد أوضحت صحيفة الدستور في مقال للكاتب عصام العمري أن الاعلام السوري شكل حالة متفردة في التصدي لهذا الاعلام الفضائي المسعور الذي يتدخل بشكل واسع عبر كل وسائل الاتصال وغرف المونتاج والمكساج المدججة بأحدث تكنولوجيا المرئي والمسموع والذي لا يكلفه الامر سوى فريق عمل اعلامي يسانده بضعة خبراء او عملاء من الجانب الاخر وفضائية واسعة الانتشار ولديها مندوبون معبؤون بشكل جيد وجيوبهم ملأى بالمال.
وأشارت الصحيفة الى أن الاعلام الواعي المهني المدروس والمتمكن والمؤمن برسالته والمستند للايديولوجيا الواضحة يمكنه ان يتصدى او يحاول ان يكون ندا على الاقل لتوعية مواطنيه وتجنيبهم خطر التأثر بموجات الاعلام الفضائي المسعور.
وقال العمري: ان الاعلام السوري شكل حالة متفردة وأبدى العاملون فيه كفاءة مهنية عالية في التعاطي مع الحرب الاعلامية ضد وطنهم ان لجهة تجييش الشارع ونقل مشاعر وانطباعات المواطنين وصولا لتصوير الحالة الحقيقية للشارع السوري مقارنة مع الهجمة الشرسة القادمة من الخارج بحالة جنونية استهدفت قتل الروح المعنوية للمواطنين وتدمير كل البنى مستخدمة كل اسلحة الحرب الاعلامية ووسائل الاتصال الجماهيري والتواصل الاجتماعي وشهود العيان المفبركين والروايات الدموية المفجوعة الباكية.
وقال العمري ان الكثير من التناقضات التقطها الراصد السوري الاعلامي المتمكن والتي كانت عبارة عن صناعة اعلامية مزيفة بشكل رديء لكن اعتادت هذه الاجهزة الاعلامية المصنوعة لهذه الغاية ان تمررها على المواطن العربي هنا او هناك ويقبلها بمحض سذاجته مع علمه بسوء النية عند هذه المحطات الحربية الفضائية التي لا تنقل الرأي ولا الرأي الاخر بل ما يعد في دوائر الخفاء ضد الامة.
واعتبر الكاتب ان الاعلام السوري نجح في تطويق فضائه من التلوث الاعلامي الخارجي وصمد أمام تغول اعلام المستعربين في زمن اعلام الامبراطوريات المتآمرة التي تستهدف الامة في صميم كيانها ووجودها خدمة للصهيونية العالمية وسياسة الدول التي تكيل بالف مكيال ومكيال.
من جانبه رأى بن جدو في مقابلة مع صحيفة الشروق التونسية نشرت أمس أن الهدف من الضغط على سورية هو صياغة شرق أوسط جديد خاضع بالكامل معتبرا أن تعرض استقرار سورية وأمنها للخطر سيكون بمثابة مغامرة انتحارية وستكون له تداعيات ضخمة جدا على جميع دول منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي. ولفت الإعلامي التونسي الى دخول جهات مسلحة الى أرض الواقع في سورية متسائلاً: من مصدر السلاح الذي وجد بحوزة مجموعات مدربة بشكل جيد على استخدامه مؤكدا أن هذا الامر يثير الكثير من علامات الاستفهام.
وفيما يخص استقالته من قناة الجزيرة الفضائية أوضح بن جدو أنه أبرم اتفاقا مشتركا مع الجزيرة ينص على عدم تناول أي طرف للاخر بما يمكن أن يعتبر اساءة أو تشهيرا مشيرا الى أن قناة الجزيرة ركزت على الاحداث الحاصلة في سورية واليمن وليبيا بشكل مختلف مع اغفالها لاحداث أخرى تحدث في دول أخرى ناهيك عن وجود اختلاف في رؤية القناة للطريقة المهنية حول تغطية هذه الاحداث.