تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كيف يقضي شباب طرطوس أوقات فراغهم في العطلة الصيفية؟؟

شباب
9/5/2011
كامل حسين

لكل فصل من فصول السنة طقوسه الخاصة به التي ربما تفرض سلوكاً معيناً

على الشباب، ويبقى الاختلاف في كيفية تطبيق هذه الطقوس، ففصل الصيف له‏

خصوصية تميزه عن الفصول الأخرى، فالأغلبية  يعتبره شهر الراحة والاستجمام، لكن‏

بالرغم من هذه الخصوصية لا بد من الانتباه كي لا يشكل الفراغ الذي تتيحه الإجازة‏

غشاوة أمامنا، فلا يتم توجيه الطاقات في الإجازة الصيفة بالاتجاه الصحيح.‏

وربما يفرض هذا الفصل معادلة صعبة في أن يمضي الشباب وقتهم بالمشاركة والمساهمة‏

في أمور تفيدهم وتفيد مجتمعهم بأسلوب ترفيهي، وبين إهدارهم للوقت فيما لاطائل‏

من ورائه ولاعائد.    ولتحقيق هذه المعادلة يتوجب التعاون بين العديد من الجهات‏

الرسمية والأهلية لتوعية الشباب على كيفية استغلال وقتهم بالشكل الأمثل.‏

ولابد لنا، ونحن في الإجازات الصيفية أن نمعن التفكير جيداً في الكيفية التي من‏

الواجب على شبابنا أن يقضوا أيام إجازاتهم على منوالها، وهي مسألة موجودة بشكل‏

واضح على سلم الأولويات الرسمية والأهلية في بلادنا من خلال البرامج الصيفية‏

والأنشطة المتعددة التي أصبحت تزخر بها النوادي والجمعيات والمدارس.‏

ملحق شباب استطلعت آراء بعض الشباب في طرطوس حول كيفية تمضية العطلة‏

الصيفية ووقت الفراغ وخصوصاً «طلاب الجامعة».‏

- رأيهم‏

أمجد طالب جغرافيا سنة ثالثة يقول :إن الشباب يشتكون نتيجة كسلهم من وقت‏

الفـــراغ وخصوصا في الصيف، وفي الوقت ذاته يلقون اللــوم على المجتمع‏

والأســرة دون أن يلتفتوا لأنفسهم، إنه بإمكان أي مّنا قضاء وقت فراغه بما يدّر‏

عليه الفائدة والربح.‏

وأضاف: إن الدولة شيدت الأندية والمراكز العلمية والترفيهية على الرغم من مستواها‏

المتواضع، فمثلا انا من ريف محافظة طرطوس وقد تكون فيها المراكز الترفيهية قليلة او‏

شبه معدومة لكن نتكلم على مستوى سورية، وبرأيي أن يتوجب على كل شاب أن‏

يعرف هوايته أو ميوله ويسعى إلى تطويرها بما هو متــاح له من خلال مرافق‏

الـدولة أو داخــل الأســرة وأن يعمل بجــد، لكن للأسف  عندما يحين‏

وقت العطلة أغلب الشباب يكون همهم هو النوم فقط. ‏

أما علاء يوسف طالب تربية سنة رابعة بدأ حديثه بمثل يقول: الكساد يعلم الفساد، أي‏

الفراغ يعلم الشخص أشياء تضر أكثر مما تنفع، ويرى أن العبء الأكثر يقع على‏

الأسرة فيجب مساعدة الأولاد في معرفة كيفية الاستفادة من أوقات الفراغ وخصوصا‏

في الصيف في شيء مفيد مثل القراءة أو ممارسة الرياضة أو الخروج لأحد الأماكن‏

الترفيهية المفيدة أو ممارسة الهوايات وتنميتها.‏

ولاء سنة رابعة تربية علم نفس توضح أن العطلة الصيفية ووقت الفراغ خطرعظيم‏

ونتائجه غير محمودة ولكن متى ينشأ الفراغ وكيف نحس بالفراغ؟؟، وأنا لست‏

متخصصة ولكن سأتحدث من واقعي حيث لا وجود للفراغ في حياتي الا عندما أقرر‏

ذلك، عندها سيمتد الوقت طويلا ليكرر نفسه، إذاً الفراغ منشأه نفسي يتم عندما‏

أترك كل مسؤولياتي جانباً وأغفل عن قيمة الوقت، وأغلب من يعاني من الفراغ يكون‏

منعزلا ويشعر بالملل، فالحديث هنا لا يدعو إلى الفراغ وإنما يدعو إلى استثمار الفراغ،‏

فمشاغل الدنيا تلهي بعضنا عن كثير من الواجبات.‏

سرور، متخرجّة أدب عربي تقول: منذ تخرجي كنت في البداية أشعر بالفراغ  لكني‏

فكرت أن أستفيد من هذا الوقت فقررت أن أقوم  بدورات كمبيوتر لأنه لغة العصر،‏

كما أن تعلم اللغات مهم جداً.‏

حاتم عبد اللطيف طالب جامعة سنة ثانية طب بشري يقول: أشعر أن وقت الفراغ يأتي‏

بعض الأحيان خوفاً من تحمل المسؤولية، وكل إنسان منّا لابد أن يكون له وقت‏

فراغ، لكن السؤال نحن كطلاب جامعة مثلا نعتبر وقت الفراغ جزءاً من الراحة فقط،‏

والسبب ببساطة أننا بعد نهاية كل عام نكون قد خرجنا من معمعة الامتحانات والمناهج‏

الطويلة التي تستغرق دراستها العام بأكمله ودون أي إجازة، لذلك نريد أن يكون‏

وقت الفراغ في عطلتنا الصيفية وقت راحة ليس إلا.‏

أما عبد الكريم، طالب سنة ثانية تربية معلم صف يقول: أحمِّل جزءاً من مسؤولية‏

التقصير بموضوع تمضية وقت الفراغ لإدارات الجامعات والمدارس فلماذا لايتم‏

استمرار التنسيق بين طلاب الجامعات وإدارتها عبر تنظيم دورات ترفيهية أو تعليمية‏

حتى لايضيع طلاب الجامعة أو حتى المدارس أوقاتهم دون معنى، وفي الوقت ذاته تبقى‏

الصلة بين  الجامعة والطلاب مستمرة حتى لاتنقطع نهائياً بنهاية العام الدراسي.  ‏

في جميع المجالات‏

فإذا طرحنا سؤالا عن المجالات المتوفرة حالياً والتي يمكنها مساعدة الشباب في تمضية‏

وقت فراغ مفيد؟ نجد أولها المجال الرياضي وهذا ما بينته الدكتورة، علم الاجتماع ايمان‏

حيدر وهو مجال متاح ومتعدد لاستثمار طاقات الشباب، فالألعاب الرياضية منتشرة ولم‏

تعد مقتصرة على الألعاب الجماعية وحدها، وإنما امتدت لتشمل العديد من الألعاب‏

الأخرى وأصبحت الأندية الرياضية تمثل عامل جذب مهماً للشباب.‏

أما في المجال الاجتماعي فنشاطاته أقل انتشاراً نسبياً من المجال الرياضي، فالنشاطات‏

الاجتماعية التطوعية موجودة على أكثر من صورة، حيث تسعى الدولة والجمعيات‏

الأهلية وغيرها من المؤسسات إلى إتاحة المجال أمام الشباب للمشاركة في الأنشطة‏

التطوعية التي تساعد على إنماء روح العمل الجماعي وحب الخير لذاته.‏

وتضيف حيدر ان نشاطات المجال الترفيهي موجودة إلى حد ما، فلدينا المدن الترفيهية‏

والتي وقد تكون قليلة وليس بمستوى الدول الأخرى  لكن تسمى مدناً ترفيهية حتى‏

ولو بالاسم فقط، بمقدورها أن تكون عنصر جذب للشباب الراغب في تمضية أوقات‏

فراغ ممتعة، كما يتضمن هذا المجال نشاطات تمارس في الأندية الترفيهية التي تتيح قدراً‏

معقولاً لهواة الأنشطة والألعاب المختلفة مثل «سباقات الجري وركوب الخيل والسباحة‏

«.‏

في الجانب الآخر‏

لعل الجانب الآخر في تحقيق هذه المعادلة كما بينتها المرشدة الاجتماعية ريتا جبور في‏

مديرية تربية طرطوس تتمثل في التوعية الإعلامية والاجتماعية من خلال المدارس‏

ووسائل الإعلام الجماهيرية، فضلاً عن العديد من الوسائل الأخرى التي من شأنها‏

ترسيخ قيم العمل والتضامن الاجتماعي، وعلى كل أسرة تريد إسعاد أبنائها، أن‏

تساعدهم في البحث عن أفضل السبل الكفيلة بتمضية وقت فراغهم على أحسن‏

مايكون، حتى يعود مثل هؤلاء الشباب مكتسبين علماً ومعرفة وثقافة، إلى جانب تجديد‏

النشاط الذي يعطيهم الحافز للمستقبل.  ‏

  ‏

ختاما‏

الاستغلال الجيد للوقت يعود بالدرجة الأولى للشخص نفسه؛ ومدى علمه وقدرته‏

على استغلال الوقت بأحسن طريقة تفيده بالدرجة الأولى، ومن ثم تفيد مجتمعه في‏

الدرجة الثانية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية